عدد اليوم
كما هي الاستدامة مفهوم إماراتي في مسارات الدولة التنموية، فإنها أيضاً نهج تتبناه في صياغة جهدها الإنساني ومشاريعها لمساعدة شعوب المنطقة والعالم، انطلاقاً من رؤية تكاملية تستهدف في المقام الأول إغاثة أصحاب الحاجة والمعوزين، مروراً بأهمية استثمار الموارد الطبيعية وإدامتها، ثم الحفاظ على صحة الأفراد والحيلولة دون ترتيب أي آثار على البيئات المحلية وخدمة جهود مكافحة تداعيات التغير المناخي.
تمويل الدولة لمبادرة أممية ودولية بهدف توفير مياه شرب نظيفة لمئات الآلاف من أطفال مدارس غزة، هو تجسيد لدور الإمارات الإنساني، ولرسوخ مبادئها في تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق، كما يعكس نموذجها في «أنسنة التنمية» الذي اختطته سعياً لتلبية احتياجات المجتمعات الأكثر حاجة في مختلف بقاع الأرض.. فهذه المبادرة الإنسانية التنموية ستضمن تأمين مياه الشرب النظيفة لـ 230 ألف طالب ومعلم في قطاع غزة، عبر تزويد 125 مدرسة بوحدات تحلية وأنظمة طاقة شمسية كمصدر كهرباء متجدد، بما يضمن استدامة مصادر المياه والطاقة، ويحافظ على الصحة والبيئة، ويعزز القدرات المحلية.
ولأن الإنسان أينما وجد غاية إماراتية، وتحقيق أمنه واستقراره هدف للدولة وانعكاس لقيمها ورسالتها، فقد حرصت القيادة الرشيدة على أن تكون التنمية طريقنا لتحقيق هذه الغايات السامية، وأهم الأدوات في برنامج مساعداتنا الإنسانية الخارجية التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من مسيرتنا والتزاماتنا الأخلاقية تجاه الشعوب، وفق ما نصت مبادئ الخمسين، من أجل ضمان مستقبل مستدام وأكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً للأجيال المقبلة.
