كنت قادماً من مدينة الفلاح ليلة الجمعة الماضية، عندما تذكرت حلول الموعد الأسبوعي لفحص كوفيد-19، فقررت التوجه لخيمة المسح الوطني الواقعة خلف مبنى«الهوية» في مدينة خليفة، ولم تكن تلك المرة الأولى التي أقصدها، ولكنها كانت الأولى ليلاً، وفوجئت بكم من التحويلات والتغييرات في الطرق الداخلية المؤدية للمكان، لأجد نفسي مضطراً لاستخدام «جوجل ماب» عله يجد لي مخرجاً. فإذا بالتطبيق يبدو حائراً، خاصة عند مدخل كان يؤدي للخيمة من أمام مقر«الهوية»، وحيث كانت أبواق السيارة ترتفع لدى تأخر أي سائق في حسم خياراته أمام المدخل شبه المغلق بحاجز من الحواجز المنتشرة في المكان وسط ظلام دامس لم يخفف منه أضواء المركبات، وهو مجرد مثال لما يجري، مع ما يحمله من مخاطر على سلامة مستخدمي الطريق، وبالذات من سائقين متهورين لا يلتزمون بأبسط قواعد السلامة المرورية. 
 عندما لمست حيرة تطبيق «جوجل» الذي كان يومض بوجود «دوار» بينما هي إشارات ضوئية، أغلقته لأسير بالحدس واستذكار الممرات القديمة، وبعد جهد جهيد وصلت خيمة الفحص الذي لم يستغرق سوى دقائق معدودات، بفضل التنظيم الرائع وجهود العاملين في المكان الذي يستحقون كل الشكر والتقدير والدعم لأدائهم المتميز ضمن خط الدفاع الأول.
نعود لموضوع تأخر أعمال الطرق الداخلية في مدينة خليفة بصورة غير معهودة أو متوقعة من بلدية مدينة أبوظبي وشركائها، والذين عهدناهم سريعين دائماً في تنفيذ المشاريع المناطة بها بكل كفاءة ووفق أعلى المعايير العالمية في أزمنة قياسية والشواهد من حولنا عديدة، خاصة في المدن والضواحي الجديدة. فقد تسبب تأخير تنفيذ مشاريع استكمال التعديلات وإصلاحات الطرق الداخلية بمدينة خليفة في كثير من المعاناة لسكانها وزوارها وكل من يقصدها لإنجاز أمر يخصه، لا سيما وأنها تحتضن العديد من الهيئات والجهات الحكومية على الرغم من أن الخدمات الرقمية قد خففت الكثير من زيارات المتعاملين لمقار تلك الجهات. كما تسبب أيضاً في تضرر أعمال العديد من الملاك والمستثمرين في تلك المنطقة، خاصة الشركات والمحال التجارية القائمة في الفلل المنتشرة بالمدينة.
نتمنى أن نسمع من بلدية مدينة أبوظبي نهاية قريبة لتلك الأعمال، واستنفار طاقات شركات المقاولات العاملة لسرعة إنجازها لتعود المدينة بهية متألقة كما كانت، وبما يحقق الأهداف التي رسمتها دائرة البلديات والنقل للارتقاء بجودة الحياة، وإسعاد السكان في مختلف مناطق ومدن أبوظبي.