لم يكن البعض يتصور أن تتم إحالة أمر التأهل في المجموعة الثانية، في كأس العرب التي تضم منتخب الإمارات إلى الجولة الثالثة والأخيرة، للتعرف على ممثلي المجموعة في ربع النهائي، لاسيما أن كل الترشيحات كانت تصب في مصلحة المنتخبين التونسي والإماراتي للتأهل من الجولة الثانية مع كل الاحترام لمنتخبي سوريا وموريتانيا.
وعندما انتزع منتخب الإمارات النقاط الثلاث، في الدقيقة الأخيرة، من مباراته مع موريتانيا بهدف خليل إبراهيم، تبادلت جماهير «الأبيض» التهنئة بالتأهل المبكر إلى دور الثمانية، بالوصول إلى النقطة السادسة، واعتقد الكثيرون أن مباراة اليوم مع الشقيق التونسي لا هدف لها، سوى تحديد بطل المجموعة ووصيفها، ولكن فوز سوريا على تونس، في أقوى مفاجآت البطولة حتى الآن، خلط كل الأوراق، ووضع جولة اليوم فوق صفيح ساخن، بعد أن بات المنتخب السوري مرشحاً، هو الآخر للتأهل، على اعتبار أن فوزه على موريتانيا في المتناول إلى حد بعيد.
والمثير في الأمر أن المنتخب التونسي، الذي كان أقوى المرشحين لصدارة المجموعة، من الممكن أن يغادر البطولة لو خسر أو تعادل مع الإمارات، أما لو فاز، فإن قواعد البطولة تنص على العودة إلى فارق الأهداف لتحديد المتأهلين، من بين الإمارات وتونس وسوريا، وهو ما يجعلنا نترقب جولة ملتهبة، لا أحد يمكنه أن يتكهن بمصيرها.
 ولعل ما قدمه المنتخب السوري أمام «نسور قرطاج»، فيه ما يكفي من درس وعبرة لـ «الأبيض»، عندما انتصرت الروح القتالية العالية على الفوارق الفنية بين الفريقين، وكذلك ما بين القيمة السوقية بين لاعبي تونس وسوريا، حيث إن المنتخب التونسي هو الأغلى ما بين كل منتخبات البطولة، والأكثر من ذلك أن المنتخب السوري حقق فوزه الأول في آخر 8 مباريات، وجاء الفوز مدوياً، خاصة أنه جاء على حساب المنتخب التونسي المدجج بالنجوم.
×××
لابد للهولندي مارفيك مدرب المنتخب من حل مشكلة إهدار الفرص، وهي المشكلة التي كاد المنتخب يدفع فاتورتها أمام سوريا وموريتانيا.
×××
تقنية «الفار» أنصفت منتخب قطر باحتساب هدف الفوز على عُمان في الدقيقة الأخيرة، وظلمت علي صالح مهاجم الإمارات، عندما ألغت هدفه الشرعي في مباراة موريتانيا بداعي التسلل، وحرمت البطولة من أحلى هدف حتى الآن.
×××
لحسن الحظ أن «الفيفا» أسند إدارة مباريات البطولة لحكام أجانب، ولولا ذلك لحفلت البطولة بالاحتجاجات والاعتراضات، كعادة لقاءاتنا العربية.