عندما علمت بالشراكة التي بين صحيفتي الاتحاد والبيان، بمناسبة «عيد الاتحاد الخمسين»، غمرتني فرحة خاصة جداً، وكأني كنت في معركة وانتصرت فيها أخيراً! والحقيقة أن هذا المشروع الذي عرفت عنه كما عرف كل قراء الاتحاد والبيان، يفوق كل ما كنت آمله خلال عملي الصحفي طوال سنواتي الماضية. لقد كنت باستمرار أنظر لبعض الممارسات داخل الصحف الإماراتية بشيء من الانزعاج، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي، أليست كلها صحف إماراتية، وأي منجز لإحدها هو منجز يضاف للمسيرة الصحفية والإعلامية الإماراتية؟ غير أن بعض الممارسات الفردية كانت تشي بغير ذلك!
في إحدى المرات حصلت صحيفة إماراتية على جائزة لتميزها في مجال ما، وكنت وقتها مسؤولة عن الموقع الإلكتروني لصحيفة محلية أخرى، ووصلني الخبر عبر وكالة الأنباء، فقمت مباشرة بتصديره في واجهة الموقع الإلكتروني مرفق بصورة احتفالية، وإذا بأحد الزملاء يوبخني بشدة لفعلتي هذه، ويخبرني أن تلك صحيفة منافسة وأن هذا غير مهني. وفى إحدى المرات تخيرت صورة أرشيفية كانت مناسبة جداً لموضوع حول الإعلام الإماراتي، غير أنهم وبخوني كذلك على الصورة، كونها تُصدر صحف إماراتية أخرى بجانب «الاتحاد». وغيرها الكثير من المواقف التي كنت أجدها باستمرار لا تمثل اتحادنا الذي أعرفه وأدركه. ولذا عندما حصلت على جائزة «تريم عمران» مؤسس جريدة الخليج الإماراتية لأفضل عمود صحفي، توقفت كثيراً وتساءلت، كيف لصحيفة تكرم صحفي من صحيفة أُخرى منافسة، أين المهنية التي أخبروني أنها تُخترق!
ولذا كانت الشراكة بين صحيفتي «الاتحاد» و«البيان» والتعاون في الاحتفاء بعيد الاتحاد لدولة الإمارات دلالة حقيقية على تكامل الجهود الوطنية لدعم الهوية الإماراتية، بل إن ما حدث يعد أفضل ما يمكن أن يكون لتعزيز المبادرات المشتركة بين الإمارات، وبث الرسائل الإيجابية للعالم بصورة الإمارات في الخمسين القادمة.
المبادرات الإماراتية المشتركة أفضل رد يمكن أن تقدمه المؤسسات الوطنية في وجه الممارسات الفردية العقيمة التي قد تعرقل جهود الدولة المنطلقة نحو المستقبل، وهو الجوهر الذي قامت عليه فكرة دولتنا، إنه بالفعل.. (بيان الاتحاد).