لا مشروع، ولا منجز يخترق الأسماع، والأبصار من دون وعاء إعلامي مذهب بطرح الحقيقة، وحمل أوراق اللوتس خارج الطين، على صفحة السماء المترقرقة بسحابات النضوج، والاستواء.
لا قمة مدهشة، ولا قيمة مذهلة، من دون كلمات ترفع حروفها سعفات التخيل إلى حيث تكمن النجاحات، وحيث تكون الوثبات، وحيث تنبثق القرائح كأنها الطفرات في الجين الوراثي، كأنها النبوءات في عالم يعج بالأفكار النيرة، والطموحات المستنيرة، والأمنيات المتألقة، برونق المبتدأ والخبر.
هكذا يبدو إعلامنا المميز، وهكذا تبدو عناوينه المبهجة، وهكذا تبدو بشاراته المفرحة، وهي تسدد الخطى نحو علوم الدار، وما تنجزه العقول هنا من مبهرات، يتحدث عنها العالم بكل فخر واعتزاز، وتقدير، لأن الإمارات غيرت من وجه العالم كما تفعل الموجة في السواحل، كما تقوم به العاصفات من تشذيب لأضلاع، في الخيمة الواحدة.
اليوم ونحن نضع أمام العالم رؤية الإمارات في تثبيت سمعة الإعلام، وموضوعه، كأهم وسيلة لنقل الأحجار الكريمة، والتي من خلالها يتم نقش الوجدان البشري، وتحلية مياهه، وتقليب تربته، لكي يصبح صالحاً لعصر لا يقبل الضحالة، ولا يستقيم مع النخالة.
عالمنا الإنساني الممتد من وريد القارات، إلى شريانها يحتاج إلى مثل هذا العطاء الإعلامي، ويحتاج إلى الاعتزاز بالذين أسسوا الآلة الإعلامية في بلادنا وهم كثر، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر أسماء جديرة بالاحترام والتقدير، مثل الأستاذ الجليل خالد محمد أحمد، والدكتور عبدالله النويس، والأستاذ محمد يوسف، وغيرهم كثر، هؤلاء عاصروا الفطاحل، وزاملوا الأفذاذ في بيت الصحافة، واليوم إذ يسطع نجم إعلامنا المعاصر، إنما هو يتكئ على قائمة من أولئك الذين أسسوا وبنوا، وسهروا، وشيدوا المانشيتات ذات اللون الملفت، والمبشر بمستقبل زاهر، ووضاء لصحافة إماراتية تنتظر شبابها الواعد، والمتقد قدحاً، وصدحاً، وهم الآن الذين يقودون المرحلة، مستندين إلى قواعد راضية، مرضية، تحمي الثوابت، وتعتني بالضوابط، وترعى ثيمة الموضوع الصحافي بكل حبكة، وفطنة، وحكمة.
نحن نعيش اليوم عصر الإعلام المتطور، والمتغير، والذاهب إلى الغد بروح ماضٍ عتيد ومرتكزات تليدة.
فإعلامنا هو صوتنا، هو وجهنا، هو مرآة منجزاتنا هو كل ذلك، مضافاً إليه أحلامنا القادمة.