تسطّر دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي على أعتاب «خمسين جديدة» من عمرها، ملحمة فريدة من التميز والريادة، فحققت في فترة وجيزة من عمر الدول تقدمًا ليس من السهل على غيرها تحقيقه في العديد من المجالات، وخصوصًا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة عبر مسيرتها منذ التأسيس، في الثاني من ديسمبر عام 1971، قدرتها على إقرار خطط واستراتيجيات وأجندات وطنية أسهمت بكل قوة في تحقيق كل ذلك التقدم.
سياسيًّا، يمكن القول إن دولة الإمارات باتت الدولة الأكثر حضورًا في مجال صناعة الاستقرار الإقليمي، من خلال رسم سياسة دبلوماسية متوازنة، حققت رؤيتها القائمة على التسامح والتعايش والانفتاح، وتحولت إلى صاحبة ثقل سياسي واقتصادي، ودور محوري في تعزيز الازدهار. أما اقتصاديًّا، فإن المراتب، التي نالتها دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية، هي التي تتحدث عن المكانة الاقتصادية التي حققتها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي، سواء كان الأمر يتعلق بقطاع النقل أو السياحة أو الصناعة أو حتى التكنولوجيا المتقدمة والتقنيات الحديثة، وغيرها من القطاعات التي ازدهرت ونمت وتطورت بفضل التحديثات المتواصلة، التي ستتناسب مع التطورات، وتشكل زخمًا من الإبداع يمكّنها من ولوج الأعوام الخمسين المقبلة برؤى طموحة تسعى إلى تحقيق المزيد من التأثير.
وفي مجال الاستثمار، كان لاعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مجموعة قوانين اتحادية دور بالغ الأثر في ترسيخ مكانة الإمارات وتنافسيتها بوصفها إحدى أهم الوجهات الاستثمارية، التي وضعتها على خريطة دول المستقبل بكل اقتدار؛ وذلك بتحولها إلى ملتقى الطموحين والموهوبين ورجال الأعمال والمستثمرين، الذين يبحثون عن بيئة آمنة تضمن لهم نجاح مشروعاتهم، وتحقيق أرباح ومكتسبات مستدامة، في بلد دخلوه آمنين مطمئنين إلى أن أحلامهم في عيش حياة اجتماعية وإنسانية مستقرة لن تتحقق، كما يبتغون، مثلما تتحقق في دولة الإمارات، التي منحتهم مزايا وحوافز تتعلق بالإقامة والعمل والاستقرار، فجعلتهم يشعرون من خلالها بأنهم بين أهلهم وفي وطنهم الثاني، الذي يخاف على مصالحهم، ويسعى معهم يدًا بيد إلى تحقيق طموحاتهم كافة.
وبرغم النجاحات الكبرى، التي تحققت خلال الأعوام الخمسين الماضية، فإن دولة الإمارات وفي «الخمسين المقبلة» تسعى إلى تحديد مسار استراتيجي لدورتها التنموية القادمة، تعمل فيها بكل عزيمة وإصرار على تعزيز أركان الاتحاد، وبناء اقتصاد مستدام، وترسيخ استقرار وتطوير علاقاتها الإقليمية والدولية، التي تحقق المزيد من المصالح، وتدعم أسس السلام في العالم، وتسخّر جميع الموارد من أجل مجتمعات أكثر ازدهارًا ونماءً.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية