تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها عام 1971، من تحقيق مكانة عالمية راسخة في قطاع الطاقة، ذلك أنها تتبوأ المرتبة السادسة عالميّاً ضمن أكبر الدول من حيث احتياطيات النفط، إضافة إلى قدرتها اللافتة للنظر في إنتاج كميات ضخمة من «الذهب الأسود»، الذي وصل إلى أكثر من مليار برميل من النفط الخام في عام 2020، مدعوماً بنجاح سياساتها الاقتصادية التي حققت التقدم في القطاعات الإنتاجية، وعززت الرفاه، يؤكد ذلك حصولها، في يونيو الماضي، على المركز الأول إقليميّاً والثالث عالميّاً في مؤشر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب منصة «هوتسوت» الكندية.

وأخيراً، زار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، المقرّ الرئيسي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، واطلع على جهود الشركة ومبادراتها الهادفة لدعم النمو والتنويع الاقتصادي في الدولة، مشيداً سموّه بالدور المحوري لـ«أدنوك» في تعزيز القدرة التنافسية الصناعية الوطنية، وتحفيز النمو، بما يدعم خطط الأعوام الخمسين المقبلة، ويعزز مكانةَ الدولة الريادية في القطاع إقليميّاً وعالميّاً، الأمر الذي يؤكد الاهتمام بكل ما يتعلق بملف الطاقة، وفاعلية سياسات المؤسسات المعنية في رفْد الاقتصاد الوطني بالمزيد من المداخيل، وإيجاد المزيد من الفرص الاقتصادية الواعدة والجديدة في هذا القطاع.

وإضافةً إلى قدرة الدولة على ترسيخ ريادتها في قطاع الطاقة التقليدي، فقد تحولت إلى لاعب أساسي على مستوى العالم في مجالات الطاقة المتجددة، وأصبحت إحدى الدول البارزة التي تقود الجهود العالمية في هذا القطاع، بوصفها ركيزةً أساسية في دعم البيئة المستدامة، التي تنسجم مع المستهدفات التنموية الأممية في مواجهة التغير المناخي، والحد من انبعاثات الكربون.

وفي هذا السياق، وقّعت دولة الإمارات مذكرة تفاهم مشتركة مع الجانب الإسرائيلي لتعميق العلاقات المرتبطة بقطاع الطاقة، وإطلاق مباحثات شراكات ثنائية تدعم مستهدفاتهما في هذا الشأن، وتعزيز شراكاتها العالمية الداعمة لمستقبل الطاقة النظيفة.

كما وقّعت دولة الإمارات والأردن وإسرائيل، قبل أيام قليلة، إعلانَ نوايا يهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتحلية المياه، وفق حلول عملية تواجه من خلالها تداعيات تغير المناخ وتأثيراته في أمن الطاقة والمياه في المنطقة، بما يؤكد الدور الرائد لدولتنا في تحقيق التطلع إلى الارتقاء بحاضر الدول ومستقبلها، ويسهم في تحقيق مصالحها التنموية المستدامة، ويعزز السلم والاستقرار والازدهار الإقليمي، ويحسّن الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات، ويحمي البيئة، ويضمن الاستخدام الأمثل للموارد بين الجيل الحالي والأجيال اللاحقة.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.