حراك نشِط تشهده الإمارات على الصعيد الدبلوماسي وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية مع العديد من الدول، حيث نلمس من خلال الزيارات والاتصالات مع دول عدة استمراراً على نهج الإمارات في تطوير العلاقات مع دول طالما كانت تربطها بالإمارات علاقات متميزة.

وعموماً فإن الشرق الأوسط بحاجة إلى نهج السلام والوئام والتركيز على البناء والإعمار، والحرص على تطوير الجانب الاقتصادي والعلمي والصحي في المنطقة ككل، لكل هذا كان النهج الإماراتي وما يزال يركز على الجانب الأهم وهو الإنسان، ومن هذا المنطلق يبدو واضحاً الحراك الإماراتي باتجاه عدة دول هي بحاجة إلى الشراكة مع دولة مهمة ولها تاريخ ناصع في البناء والتطوير والتحديث، دولة استطاعت في نصف قرن أن تصنع المستحيل وأن تُعلي راية البناء والتطوير وأن تنافس كبريات الدول بل أن تتفوق على بعضها، وذلك من خلال تربعها الدائم في المراتب الأولى على أغلب الأصعدة.

ويتجلى نهج الإمارات حالياً في تقريب المسافات والتركيز على الشراكات مع كافة الدول، وهذا يدل على حنكة القيادة ورؤيتها المستقبلية، حيث إن الحراك النشط للدبلوماسية الإماراتية تجلى في تقريب المسافة مع دول شتى، وفتح الأبواب مع دول عدة مثل سوريا وتركيا وغيرها، حيث شهدت الأخيرة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تم خلالها توقيع العديد من الاتفاقيات مثل اتفاقية بين شركة أبوظبي للموانئ وصندوق الثروة السيادية التركي، ومذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي للأوراق المالية وبورصة إسطنبول، ومذكرة تفاهم في مجال الطاقة ومذكرات أخرى في المجالات البيئية والطبية والجمركية وتبادل المعلومات المصرفية والاستثمار وغيرها من اتفاقيات تركّز في معظمها على الجانب الاقتصادي، وهذا كله من شأنه ترسيخ العلاقات الاقتصادية مع تركيا.

وكانت بوصلة الدبلوماسية الإماراتية قد اتجهت أيضاً نحو سوريا، حيث زار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي دمشقَ، وأكد حرصَ الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا، وتلبية تطلعات الشعب السوري إلى التنمية والتطور والرخاء. وهي زيارة أظهرت إدراكَ الإمارات أهميةَ سوريا على الخريطة العربية، وكذلك حجم المعاناة التي تعرض لها الشعب السوري على مدى عشر سنوات من الأزمة، وحاجته لفسحة أمل جديدة ونافذة للانطلاق نحو المستقبل، ولطي صفحة الماضي بكل ما تحمله من ألم.. وأنه على الدول العربية مساعدة هذا الشعب ودعم تطلعاته نحو المستقبل.

وقد جاءت الخطوة الإماراتية كبداية للطريق نحو عودة دمشق للحضن العربي والوقوف معها في محنتها. ولعل أكثر ما تحتاجه سوريا حالياً هو العمل على إعمار ما تهدَّم وتنشيط اقتصادها المنهك بعد سنوات الأزمة، وهو ما يتطلَّب وقفةً عربيةً قويةً في هذا الجانب.

الدبلوماسية الإماراتية نشطة في كل مكان، ويد الإمارات البيضاء تنشط على كافة الأصعدة، والزيارات والاتصالات الإماراتية مستمرة لتنشيط التعاون المشترك مع أغلب الدول. فمثلاً الإمارات حريصة على تطوير العلاقات مع العراق ودعم الاستقرار فيه، وعلى إقامة شراكات تعاون جديدة معه على كافة الصُّعُد بما يصب في خدمة الشعب العراقي الذي يرتبط مع الشعب الإماراتي بعلاقة خاصة.

كما تسهم الإمارات في دعم مصر والسودان وتحاول تقريب وجهات النظر مع أثيوبيا بهدف ضمان كامل حقوق الدولتين. وقد امتدت هذه الدبلوماسية إلى ليبيا أيضاً وغيرها من الدول، وكل ذلك تأكيداً لنهج الإمارات الدبلوماسي الأصيل.

*كاتب إماراتي