تبدو الإمارات في الريادة سهماً يذهب في العلا، ونجماً يسطر في السماء دائرة الضوء، وحلماً يضع الصورة في المقلتين، ريانة بالتألق، وقلماً يسكب في التاريخ حبر الرصانة، وأسطورة تحفر في ذاكرة العالم، سيرة الأفذاذ، وحكاية لها في الصيت صوت ولها في المعنى دلالة.
تبدو الإمارات في الريادة قصيدة منعمة بالجمال، والدلال، ورواية مفعمة بأحداث تملأ الوجدان جلالاً، وتخصب الأرواح بما يمعن في الترسيخ، والشموخ.
تبدو الإمارات في الريادة لغة أبجديتها الفصاحة، وقناديلها البلاغة، ونبوغ الذين يغرفون من حكمة الصحراء حصافة، ومن فطنة البحر هيبة، ومن إرث الأولين تفانياً وإيثاراً.
اليوم ونحن نتصفح أوراق المجد نرى الإمارات وقد بلغت منتهى الارتقاء، ونالت من الثبات ما يجعلها جديرة بأن تقود العالم إلى حيث تكمن الحقيقة، وحيث تبدو أشعة الشمس، خيمة مضاءة بطموحات الكبار، وأمنيات الذين لا تصدهم عقبات، ولا تردهم كبوات، هم فقط في الوجود ينهلون من إرادة لا تنضب، وعزيمة لا تقضب، وخطوات تتسع مهجة الرمل الأصفر في ضمير الصحراء الأبية.
اليوم تسير الإمارات في طرق الحياة، مؤزرة بقوة الشكيمة، ونصوع العزيمة، اليوم نحن نرتع في بلاد زرعها أخضر، وقطوفها يانعة وأقمارها تطوق الأعناق، والأحداق، والأشواق، أشرعة خيوطها من نسق الأفكار الذكية، اليوم لا شيء يذكر في اللحظات الراهنة، سوى أن بلداً فتياً استطاع أن يخترق حواجز التنظيرات، ويصل إلى الشغاف، كأنه الأثير يحمل في طياته أنفاس الحادبين في شؤون وشجون، الباحثين عن الفكرة في غضون الغيمة، منمقين بعقل وقلب، وروح، من غير شوائب، ومن دون غبار، أو سعار.
اليوم تطرق الإمارات أبواب المستقبل، بوعي، مدركة أن الحياة مسرح، لا يحييه إلا نص إبداعي ملتزم بثوابت الفن المسرحي، اليوم الإمارات تفتح كل النوافذ، لكي تطل الوجوه.. مختلف الوجوه، إلى هذه اللوحة التشكيلية الرائقة والتي اسمها الإمارات، بكل ألوانها، وأشكالها، وزخرفاتها، ونقوشها، اليوم الإمارات في دائرة العالم القطر، والمركز، هي الرمش والحاجب، هي الثيمة في الحكاية، هي القيمة في أول السطر، وآخره، هي الشيمة في وجاهة الفكرة، ووسامة العبرة، هي في البدء، والنهاية الكلمة التي تفتح أفق الجملة، في عنوان لم تتطرق إليه موهبة، ولم تطرق نافذته قريحة.