لأن الطاسة في مصفح والصناعية ضايعة، سنطرح هذا الموضوع الذي كثر شاكوه، وقلّ شاكروه، موضوع الغش التجاري في المصنعية وقطع غيار السيارات، واستغفال الزبائن، الأمر الذي يهدد حياة المستخدمين وعوّاد مصفح والصناعية، لأن الجميع لا يعرف من هي الجهة المسؤولة والمنوطة بالمراقبة والمحاسبة على هذا القطاع الكبير في أبوظبي والعين، ومن هي الجهة التي يجب عليها أن تراقب العمل، وتضع له الضوابط، وتلزمه بالأحكام، لأن الضرر واقع على العملاء وحدهم، هم من يدفعون الثمن سواء مالياً أو حياتياً، فهم يدفعون المال لتصليح سياراتهم بعد ما طردتهم وكالات السيارات بأسعارها الباهظة والمبالغ فيها، والتلاعب في زمن التصليح، وتكبيد الزبون فواتير لقطع غيار بإمكانها الصمود حتى انتهاء زمنها الافتراضي، فيضطرون للذهاب إلى «الكراجات» الخاصة في مصفح والصناعية، طمعاً في تقليل فواتير التصليح والتفتيش الدوري العام على سياراتهم، والتي تلزمهم وكالات السيارات بمبالغ كبيرة حيالها، غير أن دخول مصفح والصناعية ليس مثل الخروج منهما، قد تخرج سيارتك منهما لامعة، لكن الضرر واقع عليك وعلى سيارتك خلال شهر، لأنك قد تدفع مالاً مقابل بضائع مقلدة، و«مضروبة» في السوق، ويمكن أن تودي بحياتك وحياة أسرتك، والقصص التي يتداولها الناس كثيرة، ومن خلال تجارب في حياتهم أو حدثت لصديق أو قريب من أهلهم.
هناك أسئلة عديدة تطرح وتخص الموضوع من قريب وبعيد، هل هناك من يراقب «كراجات» التصليح لضمان حق الزبون؟ أما حق أصحاب «الكراجات» فيصلهم مسبقاً وكاملاً مع حصة أخرى من الغش في تركيب قطع الغيار التجارية، وغير الأصلية، ومحاسبة الزبون على أنها من الوكالة، ويتعمدون المماطلة والتأخير على أساس أن قطع الغيار غير متوفرة، وتتطلب الانتظار لأسبوع وأسبوعين من أجل طلبها من ألمانيا أو إنجلترا، بعدها يستحيل على الزبون أن يشكك في مصداقية «الكراج» وصاحبه، خاصة وأنه الزبون القديم الذي بنى تلك الثقة التي في غير محلها، ثم هناك سؤال يمكن أن يطرح بصفة التفكير بصوت عال: هل لشركات التأمين يد في ذلك الخراب، ومحاولة التصليح في مصفح والصناعية؟ لأن شركات التأمين معروفة بالأخذ، وممنوعة من الصرف أو التعويض، فتشترك مع أصحاب «الكراجات»، وتتفق على تركيب قطع غيار تجارية تقليلاً لخسائرها التي تدّعيها، وهي ليست بخاسرة مطلقاً، حتى وإن ادعت في بوليصة التأمين أن التصليح في الوكالة.
إن الغش في قطع غيار السيارات مثل الغش في الطعام والمواد الغذائية، كلاهما اليوم أصبحا من الضروريات في حياة الإنسان، ومن مسببات هدمها، فإن كنّا نراقب المواد الغذائية، وما يصل للمستهلك وحمايته من أي تلاعب وغش يهدد حياته، فمن الأولى أن نتنبه للسيارات وقطع غيارها التجارية وغير الأصلية، لأن تركيبها في غفلة من الزبون يمكن أن يودي بحياته وحياة عائلته، وتعال فتش عن المسبب والمخطئ والمسؤول بعد وقوع الفأس في الرأس!