تختتم في «دانة الدنيا» اليوم الدورة الثامنة عشرة من مؤتمر ومعرض الاتحاد الدولي للطرق، الذي شهد مشاركة واسعة من خلال وجود ما يزيد على 100 شركة متخصصة وأكثر من 250 متحدثاً من الخبراء والمختصين في الطرق والبنى التحتية.
جلسات المؤتمر شهدت حوارات ومناقشات تتعلق بطرق المستقبل والتوسع في استخدام وسائل النقل العام والمركبات الكهربائية في إطار تحول العالم للطاقة النظيفة وخفض البصمة الكربونية، ومما قيل في هذا الإطار ما ذكره مارك بوريس أندريانيتش وزير التحول الرقمي السلوفيني، إنه بحلول عام 2035 لن يتم بيع أي مركبة غير كهربائية في القارة الأوروبية التي ستصل إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050. وتطوير بلاده أفضل الطائرات الكهربائية على مستوى العالم.
ولكن مهما جرى تطوير الطرق وتوسعتها لتواكب التوجهات الجديدة في النقل، ستظل قضية الازدحام المروري الهاجس المسيطر على الأفراد والحكومات على حد سواء، فالتكلفة باهظة للجميع لارتباطها بجودة الحياة. ودائماً أستحضر في هذا الإطار ما ذكره مايك كورنيت الرئيس الفخري لمؤتمر رؤساء بلديات الولايات المتحدة والعمدة السابق لمدينة أوكلاهوما في محاضرة له عن «بناء مدن الغد» في المجلس العامر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كيف خسرت مدينته استضافة المقر الرئيس لشركة طيران أميركية عملاقة لصالح مدينة أخرى منافسة بسبب الازدحام المروري، وقد كانت تراهن على تلك الاستضافة للخروج من أزمتها الاقتصادية، ولكن الخسارة علمتها تصحيح الأخطاء وتنويع البدائل لتصبح اليوم وجهة استثمارية مثالية ومكاناً مفضلاً للعيش والإقامة.
وبعيداً عن الرؤى المستقبلية للمؤتمرات والملتقيات، وطرق ومركبات المستقبل، أتساءل كمستخدم يومي- على سبيل المثال - لشارع رئيس في العاصمة وهو شارع الشيخ زايد (السلام سابقاً) عن الحلول لعلاج حالة الازدحام المروري لدرجة الاختناق التي تصيبه خلال ساعات الذروة أو عند وقوع طوارئ، وهو الذي استغرق بناؤه قرابة عشر سنوات، وتم تصميمه ليكون الأسرع والأكثر انسيابية. أو ما يجري عند المخرج الوحيد للمنطقة الصناعية في المصفح أو طرق دبي التي استثمرت أكثر من 140 مليار درهم منذ 2006 لتطوير البنية التحتية المتعلقة بالنقل والطرق فيها.
المسألة بحاجة لحلول جذرية للسيطرة على أعداد المركبات العادية أو الكهربائية التي تتدفق على طرقنا، والتوسع في النقل الجماعي، ومن دون ذلك سيظل الازدحام والتكدس المروري و«غضب الطريق» رفيق دروبنا.