إنه سحر الفكرة المجللة، ببلاغة المعطى، ونبوغ البالغين بلوغ الشمس، والساكنين عند مطالع الأقمار والنجوم.
نتابع، ونستغرق وقتاً في التأمل، والمشاهدة، وقراءة ما بين السطور، فنرى، ونشعر بالفخر، عندما تبدو بلادنا في عيون الآخر، كأنها المقلة في محجر الكون، كأنها القبلة على شفة السحابة، كأنها الفاصلة بين شفتين، كأنها النخلة في ضمير الأرض، كأنها الجملة الفياضة، في ثنيات عبارة أسطورية.
تبدو بلادنا في وجدان الآخر، مثل قصيدة، تغزل أبياتها من صميم الأبجدية، وترسم صورتها الشعرية من خصوبة اللغة الثرية، وتمضي في الريعان نشوانة، جذلانة، رخية رضية، تحمل في أعطافها المبادئ الإنسانية، كأنها قيثارة معتزل ينحو للأبدية، ويبوح لله، والناس عن سر التفوق الذي حظيت به، وأسباب تشوقها للمزيد، إنه الفكر المؤدلج بالحب لا غير، والالتزام بمعايير الفطرة الصحراوية، وغافتها العريقة، وهي تتسلق أدراج الحلم، محتفية بنعيم الله على أرضه، وفي قلوب الأصفياء، والعشاق، والمدنفين بأشواق لا تشبهها إلى تلك التي تنمو أشجارها على أرض الإمارات، وتتفرع، وتكرع من نخب سلالات، وأسلاف، حباهم الله بحب الحياة، والنمو في حياضها، فرسان بهجة، ترسم صورتها على الوجوه ليسفر العالم عن انبثاق أنهار الخصب، والعطاء، والتضحيات من أجل عالم ينام قرير العين، هانئاً، لا يسبغه قلق، ولا يتعبه أرق، عالم يحمل رسالة السلام، لجيل يستحق أن ينام تحت سقف السماء من دون رهط، ولا شطط، ولا غلط، ولا لغط، جيل يستحق أن يفتح حقيبة الصباح، ليملأها بدفاتر المستقبل، مشفوعة بأمنيات، وابتسامات، وفرح أوسع من حدقات الزهر في حقول الكون.
هكذا تحلم الإمارات، وهكذا تضع بذور الحب في كل مكان، من تضاريس الكرة الأرضية، لأنها على ثقة ليست الحماقات إلا أضغاث أحلام تفزع، وتقرع أبواب الجحيم في نفوس البشر، وليست المغامرات إلا طريق الهلاك.
الإمارات في العالم، منطقة مزروعة، ببياض الموجة، وفتنة النجمة، وحلم الطير في الرفرفة، وأمل الغزلان في العشب القشيب.
الإمارات في العالم، مصباح منير، وقاموس محيط، وسراج متوهج بالقدرات الفائقة، على هزيمة الكراهية، ونبذ الحقد، وصناعة الأمل من فلذات الزهيرات النابتة في ضمير كل إنسان تربى على الحب.