جهود كبيرة وعظيمة يقوم بها مركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»، لتظل عاصمتنا الحبيبة واحدة من أنظف مدن العالم، وكذلك بقية مدن ومناطق إمارة أبوظبي. كما يبذل المركز جهوداً جبارة للمحافظة على صحة السكان من خلال التصدي للآفات والحشرات الناقلة للأمراض. وللمركز مبادرات ابتكارية للاستفادة من النفايات وبرامج إعادة التدوير من خلال المناجم والمطامر المبتكرة للمركز الذي تجد عماله وفرق عمله موجودة ومستنفرة في كل المناسبات، وبالأخص خلال الأحوال الطارئة وتقلبات الطقس عند هبوب العواصف التي تثير الغبار والأتربة وتسبب نزوح الرمال للطرق الخارجية على وجه الخصوص.
موضوعنا اليوم يتعلق بحاويات «تدوير» التي اختارت وضعها أمام المنازل في مختلف أحياء ومناطق العاصمة والإمارة منذ أن تبنت هذه الطريقة قبل سنوات عدة، وألزمت شركاءها من الشركات المتعاقدة بنقلها وتفريغها، وحددت مواصفات تلك الحاويات وأحجامها، فوضعت أمام كل بيت حاويتين من ذات الحجم والمقاس، إحداهما خضراء للمواد القابلة لإعادة التدوير، والأخرى سوداء اللون للنفايات الصلبة. إلى هنا والأمر عادي، ولكن ما ليس عادياً أن تكون الحاويتان أمام بيت تسكنه عائلة واحدة، وكذلك لبيت تسكنه عائلات عدة وعزاب في تلك البيوت المقسمة، فتجد الحاويات تفيض بما فيها في مجتمع معروف بأنه واحد من أعلى المجتمعات توليداً للنفايات المنزلية. ومع فيضان الحاويات، تتحول إلى وليمة مفتوحة للقطط التي تنبش محتوياتها وتسحب الأكياس للشارع ومداخل البيوت المجاورة التي يضطر سكانها لطلب تدخل المركز الذي تهرع الفرق المختصة التابعة للشركاء، وهي لا تملك حلاً غير الإمساك بالقطط وتعقيمها لمنع تكاثرها وإعادة إطلاقها.
أثبتت الأيام عدم جدوى تلك الحاويات الصغيرة، وأنها غير عملية في مجتمعنا، فربما كانت مجدية في مجتمعات أخرى لا يتم فيها الاعتماد على عمالة منزلية، ويسود فيها الوعي بأهمية فصل النفايات من المصدر، والقدرة على التمييز بين دلالات ألوان الحاويات. من هنا، فالمركز مدعو لطرح حلول مبتكرة تدعم أهدافه في المحافظة على نظافة وصحة المجتمع. ولا أعتقد أن المركز وبما يملك من قدرات وحرص على الابتكار، سيتأخر عن معالجة، الأمر الذي أصبح مصدر إزعاج وقلق لما يترتب عليه من مخاطر صحية. وهو مدعو لتبني مقاربة خاصة بالتعامل مع الوحدات السكنية والتي تقطنها مجاميع من العزاب والعائلات الصغيرة.
 ونحن في الانتظار مع كل التقدير والامتنان لجهود المركز وشركائه المتعهدين.