بعد أيام ندخل عام الخمسين استعداداً لمئوية قيام الدولة ورياضتنا مطالبة بمسرعات التطوير وفق أسس تحقق الهدف، وعلى مدى العقود الماضية أقمنا واستضفنا العديد من الندوات والمؤتمرات الرياضية ركزت على استعراض تجاربنا ومخرجات العمل الرياضي طوال تلك الفترة، ولكنها لم تتعمق في الجوانب العلمية التي تعطينا أولوية السبق في هذا المجال.
وفي الأيام الماضية، أقام أحد كوادرنا الرياضية التي تفخر بها رياضتنا، والذي كان له إسهامات إيجابية في منظومتنا الرياضية وتحديداً في مجلس دبي الرياضي إبان شغله منصب أمينه العام وأحد المساهمين بنجاحات جائزة الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي، التي تحرص جميع المؤسسات الرياضية المحلية والقارية والدولية المشاركة فيها، وكذلك المتميزون من نجوم وأبطال الرياضة لنيل شرف الفوز بها وفق معطيات وركائز تحددها أمانة الجائزة. إنه الدكتور أحمد سعد الشريف الذي أسس أكاديمية بحث وتطوير أنشطة علوم الرياضة (دراسا)، التي تجوب العالم بإقامة ملتقيات ومنتديات ومؤتمرات علمية يشارك فيها عمالقة البحث والتطوير الرياضي وأكاديميين من الجامعات الرياضية المختلفة الذين لهم بصمات واضحة في المجال الرياضي.
تشرفت بحضور المؤتمر العلمي الأول في علوم الرياضة (مسرعات التطوير الرياضي في الألفية الثالثة)، بمشاركة نخبة من الأكاديميين في الوطن العربي، برعاية كريمة من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، الذي شارك بمحاضرة في نفس المضمون وحضور عمداء كليات التربية الرياضية في الجامعات المصرية والوطن العربي تناولوا فيها مختلف جوانب العمل الرياضي العربي والدولي، ولمست مدى تفاعل الحضور مع المواضيع المطروحة.
فأين نحن من هذه المؤتمرات الرياضية العلمية التي تستحضر تجارب دول العالم في بناء منظومة رياضية متكاملة والاستفادة من تجارب الآخرين ومجاراتهم في إعداد رياضيينا، ونتفرغ لهذا النهج في البناء بدل تبادل الاتهامات مع كل إخفاق والاستفادة من أكاديمية (دراسا)، بما لديها من قنوات التواصل مع المعنيين في الشأن الرياضي العربي، والانطلاق بمنظومتنا الرياضية نحو آفاق أرحب في خلق بيئة جاذبة نعد فيها أبطالنا ومؤسساتنا الرياضة لتسلك طريق التبوؤ نحو العالمية، ونحن على أعتاب الخمسين القادمة.
نتمنى من مؤسساتنا الرياضية الاستفادة من هذه الأكاديمية، ومن كوادرنا المؤهلة علميا لبلوغ أهدافنا التي ننشدها أسوة بالمؤسسات العربية، التي وجدت ضالتها في تأهيل كوادرها الرياضية، ونحن على بعد مرمى منها.