هذه الدولة المدهشة، هذه الشجرة التي أنجبت حلماً أزهى من خيوط الشمس، هذه الزهرة التي تألقت في الصحراء، وبثت عطرها للعالم، هذه البذرة التي تفتقت عن قدرة مذهلة في التعاطي مع الطبيعة، هذه الجملة الشعرية التي فتحت للقصيدة فضاء التوهج، هذه القافية التي نسقت لحن الخلود في ثنايا الملحمة الشعرية، هذه الدوزنة التي وزنت مثقال ذرة الحلم، ليصبح في الدنا عبق، في وجدان العالم أثير يخصب المعنى، ويخضب كف الحياة، بأحمر الدماء اليافعة، وأبيض المرايا الساطعة، هذه النخلة في المكنون قدرة، وفي المضمون دبرة، وفي فيض العمل سر الإبهار، والأزهار، والازدهار. 
هذه هي الحكاية من البداية حتى اللانهاية، بلد يمض في الوجود كما الكواكب والنجوم، كما الثمرات في أعلى الغصون، كما هي الأشواق في ضمير العشاق، كما هي الانساق في عناقيد وقلائد، كما هي الأحداق مسترسلة في نوايا الحلم البهي، كما هي الطموحات الكبرى تعبر في الصميم، وفي عمق الإرادات الرخية، هكذا يعبر صاحب الرؤية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهو يقرأ قصة النجاح التي هيأت للإمارات أن تصبح في الميدان، رمانة الميزان في هذا العالم، وتكون في الزمان عطراً وريحاناً، تعبق ثوب الحياة، وتملأ معطف الحضارة بعطر النخلة الوارفة، الواقفة عند ضفة القلب الإماراتي، عند شريان ووريد، عند بوح الطير في أعلى القمم.
هذه هي الإمارات التي يتحدث عنها محمد بن راشد، ويتغنى بجمال طلعتها، وبهاء  إطلالتها، ورخاء قدرتها على تجاوز المستحيل، وصولاً إلى الحقيقة.
هذه هي الإمارات التي أصبحت اليوم عند مسمع الأقمار، سراً، وإكسيراً، وقد أسمع صداها كل من به صمم، لأن للموجة هدير الانبلاج، وللرعد زئير أنبثاق المطر من بين أحشاء الغيمة الساكنة.
هذه هي الإمارات التي تخلد اليوم في شجون العالم، مبعث خير، ومنبت أمل، يضيء جبين الحياة، ويمنحها التفاؤل، بأن الإنسانية قادرة على تجاوز المحن، إذا ما امتلكت ناصية الإرادة، وتمكنت من خوض الغمار، بعقل، وقلب، هما ضفتا نهر الإرواء، هما رافدا مصب الثراء.
هذه هي الإمارات التي أصبحت المثال والنموذج في اختراق المساحات الشائكة، والوصول إلى شغاف السحابة، بأجنحة العزيمة القوية، والثقة بالنفس.