شهد طريق خور خوير - الرمس مؤخراً حادثاً مرورياً مروعاً، ذهب ضحيته شاب مواطن في مقتبل العمر، مثل العديد من الشباب الذين يفجعنا رحليهم في حوادث أصبحنا نفجع بها بصورة شبه يومية. إلا أن هذا الحادث استأثر باهتمام كبير وخاص بسبب الظروف التي أحاطت به، وفتحت جدلاً واسعاً حول أهمية مراجعة معايير السلامة المرورية للطرق.
 تصدر الإمارات قائمة أفضل دول العالم من حيث جودة الطرق، إنجاز كبير لا يقلل منه وجود ملاحظة أو ثغرة تستوجب التدخل والتصحيح، وإيجاد طرق جديدة، وبالذات للشاحنات التي تزاحم بقية المركبات، فملاحظات مستخدمي الطريق ودعواتهم لمراجعة التحويلات أو السرعات المحددة أو المداخل والمخارج بحاجة للأخذ بعين الاعتبار، لأنهم أكثر من يستخدمونه، وبالتالي يلمسون ويدركون وجود جانب يستوجب التدخل السريع لتعزيز السلامة المرورية التي توليها وزارة الداخلية، وكذلك «الطاقة والبنية التحتية» كل الرعاية والاهتمام، انطلاقاً من رؤية القيادة الرشيدة في كل أمر يتعلق بالإنسان وسلامته، وتوفير كل المتطلبات والموارد والإمكانيات لتحقيقها.
وسط ذلك الجدل الواسع إثر الحادث، والحديث عن وجود أخطاء تستوجب المحاسبة، ارتفعت أصوات بإسناد مسؤولية الإشراف على الطرق في بعض المناطق الشمالية لهيئة الطرق والمواصلات في دبي لقدراتها الفنية الرفيعة، وتكون مكملة لجهود الوزارة والدوائر المحلية. استمرار طرح ما تشهده طرقنا من نزف، يأتي من حرص على الأرواح، ونحن نرى شباباً في عمر الزهور تعول عليهم أسرهم وبلادهم الكثير من الآمال يذهبون ضحايا، وآخرين يتحولون لأسرى الكراسي المتحركة.
كما أن الحديث عن وجود أخطاء في الإنشاء أو التصميم لا يعني تجاهل دور العنصر البشري في الحوادث، فهناك شريحة من السائقين، وبالأخص الشباب، تجدهم ينطلقون بسياراتهم بسرعات كبيرة، معتمدين على مهاراتهم والقدرات العالية لمركباتهم، متناسين أنها مجرد آلة تخرج عن السيطرة عند قيادتها من دون الالتزام بالأنظمة واللوائح المرورية. وهناك أيضاً أخطاء سائقي الشاحنات الذين يصر بعضهم على تجاهل أبسط قواعد القيادة الآمنة ليزرع الرعب على الطريق، فمنهم من يقتحم الطريق العام دون التأكد من خلوه أو تقدير مسافة وسرعة السيارة الأخرى، ناهيك عن الإصرار على القيادة تحت تأثير الإرهاق لتنفيذ أكبر عدد من الرحلات، خاصة للشاحنات المكوكية في مناطق الكسارات.
ومع قطع مشروع قطار الاتحاد مراحل متقدمة من الإنجاز لتقليل الاعتماد على الشاحنات، لا تزال الحاجة ملحة للنظر في ما يجري لسلامة الجميع.