بطولات الأندية القارية لها صلة وثيقة بأداء المنتخبات على مستوى القارة، بما فيها تصفيات كأس العالم، ولاشك أن نتائج فرق الأندية الإماراتية والمنتخبات في البطولات الآسيوية تراجعت، كما حدث في تصفيات مونديال 2022، فلا فوز، وخسارة نقاط كانت في المتناول أمام لبنان، وإيران والعراق، فماذا جرى لواحد من المنتخبات الآسيوية المصنفة، ولماذا تراجعت النتائج على الرغم من الرعاية والاهتمام اللذين تحظى بهما اللعبة الشعبية الأولى؟.
الخطة بعيدة المدى وتواصل أجيال اللاعبين والنجوم تلك هي البداية العلمية، وفي هذا الصدد أعتقد أن كرة القدم في ألمانيا صاحبة أفضل التجارب على الإطلاق فيما يتعلق بالمنتخب الأول تحديداً، وأعلم أن بعضهم سيرى ذلك عرضاً طويل الأمد، ويحتاج إلى صبر. ولم لا؟! 
في عام 2000، عقب إخفاق منتخب ألمانيا في بطولة الأمم الأوروبية، قرر الاتحاد الألماني دراسة أسباب المشكلة، علما بأن منتخب ألمانيا كان قد فاز بكأس العالم ثلاث مرات وأضاف الرابعة في البرازيل 2014. فماذا فعل الاتحاد الألماني بعد إخفاق عام 2000؟.
بعد الدراسة وجد الاتحاد أن كرة القدم تعاني من ندرة المواهب، فقرر ضخ 800 مليون يورو وبناء ملاعب في مختلف أنحاء البلاد، وإعداد أجيال جديدة من المدربين للإشراف على مراحل الناشئين والشباب وخلال 10 سنوات صنعت ألمانيا 17 ألف مدرب للناشئين، مقابل 900 مدرب فقط للناشئين في إنجلترا خلال نفس الفترة. 
وكانت النتيجة أن المنتخب الألماني لعب مونديال جنوب أفريقيا وفي صفوفه مسعود أوزيل، وتوماس موللر، وهوجليرد باد شتوبر، وتونى كروس، وهم من إفراز مدارس الكرة الألمانية الجديدة.. وهذا الرهان على الشباب بجانب أصحاب الخبرة هبط بمعدل الأعمار في الفريق، فكان متوسط أعمار لاعبي المانشافت في تلك البطولة هو الأقل في تاريخ الكرة الألمانية، وأضاف الحيوية والديناميكية على الأداء. وهو الأمر الذي تكرر في مونديال 2014 وفي كأس القارات 2017، وحين وقع إخفاق كأس العالم في روسيا، أخذت ألمانيا تدرس خلال 10 أشهر أسباب الإخفاق، وأجرت عملية انتقال لقيادة المنتخب بمنتهى الحكمة والدقة. 
وأضيف إلى ذلك برامج احتكاك في الفراغات الدولية بمختلف المدارس الكروية، من دون الانتظار لمباراة تجريبية تفرضها فقط ظروف مباراة رسمية قادمة. 
الكرة الجميلة وجمال وقوة الأداء الآن هي الانضباط والدقة والالتزام والسرعة والتحرك بالكرة وبدونها، والضغط على المنافس، وعدم السماح له بالسيطرة على الكرة واستقبالها وتمريرها، والكرة الجميلة في اللعب الجماعي وروح الفريق والمساندة، وفي الدفاع الصارم، وفي الهجوم الشرس، ومعدلات جري عالية للغاية في كل مباراة. 
** رغم مرارة تجربة مونديال 2018 تأهلت ألمانيا لنهائيات 2022 مبكراً تحت قيادة هانزي فليك.