زف إلينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بشرى زوال خطر كورونا عن ديارنا والعودة تدريجياً إلى حياتنا الطبيعة، كما كانت عليه قبل الجائحة، وهو ما يترجمه معرض إكسبو 2020 دبي.
لا أنسى كلمات رئيس وزراء بريطانيا السيد بوريس جونسون، عندما قال: «ودعوا أحبابكم فسوف تفقدونهم»، والتي تعيدني إلى أجواء الخوف الذي ساد معظم أرجاء العالم، لكنني أيضاً لن أنسى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حينما قال: «لا تشلون هم»، ليبث الطمأنينة في نفوس الناس في دولة الإمارات، وليؤكد أن الصحة والسلامة خط أحمر في ظل ما تقدمه الحكومة من خدمات ورعاية صحية، والتي تأتي ضمن أولوياتها. 
تشير الأرقام والإحصائيات الصادرة عن مؤسسات ومنظمات دولية إلى أن الإمارات تأتي في مقدمة الدول لجهة إجراء الفحوص، والتي وصلت قرابة 34 مليون فحص، وهو رقم فاق النسب العالمية حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. فالإمارات حين وفرت الفحوصات أسهمت باتخاذ إجراءات صحية أدت في النهاية إلى خفض معدلات الإصابة بالفيروس والوفيات جراءه. وعلى الصعيد العالمي، حققت الإمارات المرتبة الثالثة في عدد فحوصات الكشف عن فيروس «كوفيد-19»، والمرتبة الخامسة من حيث قلة عدد الوفيات، وهو ما أسهم في استعادة الحياة الطبيعية في الدولة، لكن مع اتباع وتطبيق الإجراءات الاحترازية.
استطاعت الإمارات الوصول إلى هدفها بعد تطعيم أكثر من نصف عدد سكانها، من مواطنين ومقيمين على حد سواء، وخلال هذا العام اعتمدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أربعة لقاحات مضادة لفيروس كورونا، وهو ما أعطاها ميزةً إضافية لتصبح واحدة من أكثر الدول أماناً واستقراراً.
وبالطبع فإن كل ذلك لم يأت من فراغ، فقد حصدت الإمارات خلال الأشهر الأخيرة نتائج سياساتها الناجحة في مواجهة الأزمة الصحية العالمية، إلى جانب استمرار أعمالها، وحالياً تستعيد قطاعات الاقتصاد والتجارة والسياحة والترفيه عافيتها.
قام القطاع الصحي بدورٍ فاعل ومهم للغاية في تعزيز الاستجابة الوطنية لمواجهة الجائحة واحتواء تداعياتها، وأسهم مع بقية القطاعات في توفير جميع الإمكانات والموارد من أجل الوصول إلى التعافي المنشود. 
كل ما اتُخذ من إجراءات استباقية وتدابير وقائية قاد الإمارات إلى ما هي عليه اليوم من تقدم واطمئنان في مواجهة الوباء، وهو ما يؤكد أن الحكومة -وعلى أعلى مستوى- تصدت للأزمة، وبدأت مؤخراً مرحلة جديدة، لكنها مرحلة تتطلب منا جميعاً تقاسم المسؤولية المجتمعية حفاظاً على الصحة والسلامة. علينا كأفراد مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقاية، واتباع تعليمات الجهات المختصة والامتثال لها، من منطلق ضرورة مواجهة الخطر قبل وقوعه، وأن الوقاية خير من العلاج.