الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاريع وطنية عملاقة في «عام الخمسين»

مشاريع وطنية عملاقة في «عام الخمسين»
14 أكتوبر 2021 01:34

آمنة الكتبي (دبي) 

يبدأ العد التنازلي لبدء مرحلة مفصلية من تاريخ دولة الإمارات التي تستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين لقيامها، وذلك في ديسمبر من العام الجاري، حيث يشكل اليوبيل الذهبي للدولة الفتية محطة فارقة، حيث تم إطلاق 50 مشروعاً استراتيجياً تنموياً يغطي مجموعة من القطاعات الحيوية، ويعزز من صورة الإمارات في المجالات الاقتصادية والاستثمارية العالمية. 
وتدخل دولة الإمارات عامها الخمسين بحلة عالمية جديدة وتجربة تنموية فريدة، وذلك بعد أن قدمت للعالم على مدار الأعوام الخمسين الأولى من مسيرتها الاستثنائية قصة نجاح عالمية ملهمة في التنمية الشاملة التي عمادها الإنسان والاهتمام به وتمكينه وبناء قدراته، وقد تميزت هذه الفترة من عمر الدولة بسياسية نموذجية، وقدمت فرصاً استثمار مجزية، كما وفرت مناطق حرة لتملك الأجانب بنسبة 100% ومطارات وموانئ تربط شرق العالم بغربه.
كما وضعت دولة الإمارات خريطة طريق لبرنامج وطني في رحلة الخمسين عاماً القادمة، هدفها تمكين الإنسان، وإطلاق طاقاته الإبداعية، وخلق بيئة اقتصادية أكثر تنافسية وجاذبية، حيث تدخل عامها الخمسين بحلة عالمية فريدة، ومن خلال دورة جديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، واعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة.
وأطلقت حكومة الإمارات الرشيدة 50 مشروعاً ومبادرة تنموية واقتصادية حتى عام 2071 تسهم جميعها في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة، وتؤكد في فلسفتها عامة على الدفع بالاقتصاد الكلي بأدوات جديدة غير تقليدية، والتأسيس لدورة تنموية شاملة تضع الأجيال القادمة في القلب منها.

تغييرات تشريعية 
وتضمنت مشاريع الخمسين إجراء أكبر تغييرات تشريعية في تاريخ دولة الإمارات وتطوير مجموعة قوانين، ومبادرات وطنية خاصة بتمكين الكفاءات الوطنية والمواهب ورواد الأعمال الإماراتيين، ومشاريع لاستقطاب المواهب والمستثمرين لدولة الإمارات، ومشروعاً جديداً لاستكشاف الفضاء، واتفاقيات اقتصادية عالمية، بالإضافة إلى حملة تنموية إعلامية عالمية لترسيخ موقع دولة الإمارات بين الاقتصادات الناجحة عالمياً.
وتوفر دولة الإمارات مزايا وتسهيلات قانونية، ضمن مظلة تشريعية وإجرائية هي الأكثر مرونة وتنافسية على مستوى المنطقة، تحفز على جذب الاستثمارات الأجنبية وضمان استقرار مجتمع الأعمال في الدولة، من بينها توفير إعفاءات ضريبية، حيث لا تفرض الدولة ضريبة الدخل على الشركات.
وتساهم مشاريع الخمسين في تحقيق قفزات نوعية كبرى للاقتصاد الوطني، والذي يعد أولوية وطنية قصوى لحكومة الإمارات، والعامل الأساسي لضمان الحياة الكريمة لشعبها والأجيال القادمة، حيث تستهدف المشاريع كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، والقطاعين العام والخاص، وتغطي مشاريع الخمسين عدداً من القطاعات الحيوية تشمل الاقتصاد، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات المتقدمة، والاقتصاد الرقمي، والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، وغيرها.
وتعد مشاريع الخمسين دورة جديدة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية، والتي تهدف إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة، وترسيخ مكانتها الإقليمية والعالمية في جميع القطاعات، والعمل على الارتقاء بتنافسية الإنسان على أرض الإمارات، وصولاً إلى أفضل المراتب عالمياً، حيث تسهم في تحقيق مجموعة من الآثار الاستراتيجية أهمها تحقيق قفزات نوعية للاقتصاد الوطني، والذي يعد أولوية وطنية قصوى لحكومة الإمارات، والعامل الأساسي لضمان الحياة الكريمة لشعبها والأجيال القادمة، حيث تستهدف المشاريع كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، والقطاعين العام والخاص، كما تغطي مشاريع الخمسين عدداً من القطاعات الحيوية تشمل الاقتصاد وريادة الأعمال والاستثمار والمهارات المتقدمة والاقتصاد الرقمي والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة.
ويعد إدراج هذه القطاعات تجسيداً لمفهوم استشراف المستقبل، الذي آمنت به القيادة الرشيدة ورسخته من خلال نشر هذه المفهوم ضمن منظومة العمل في الدولة، حيث دأبت الدولة وقطاعات على استكشاف الفرص المتاحة، والحصول على السبق العلمي والمعرفي والاقتصادي، عبر الاستثمار في هذه القطاعات وتأهيل الكوادر القادرة على قيادتها، وإطلاق المشاريع الاستراتيجية ذات العلاقة بها، حتى أصبحت الدولة من ضمن الدول الرائدة في علوم المستقبل وقطاعات الغد.

الحزمة الأولى 
وشملت الحزمة الأولى من المبادرات تخصيص 5 مليارات درهم لدعم المشاريع المقدمة من قبل المواطنين في قطاعات جديدة ومحورية، تدعم القطاع الصناعي، وتساهم في تنويع الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى برنامج القيمة الوطنية المضافة، من خلال توجيه 42% من مشتريات الجهات الاتحادية والشركات الوطنية الكبرى نحو المنتج والخدمات الوطنية، ومشروع «Tech Drive» وتخصيص 5 مليارات درهم لدعم القطاع الصناعي في الدولة للتحوّل نحو الثورة الصناعية خلال الـ 5 سنوات القادمة.
كما شملت الحزمة الأولى من مشاريع الخمسين «قمة الإمارات للاستثمار» والتي ستعقد في الربع الأول من 2022، وتجمع صناديق الاستثمار مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لخلق فرص اقتصادية تهدف لاستقطاب 550 مليار درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الدولة خلال التسع سنوات القادمة، وإطلاق المنصة الاستثمارية الموحدة للدولة، ومشروع «10x10» البرنامج الاقتصادي لتنمية صادرات الدولة، بالإضافة إلى توقيع 8 اتفاقيات شراكة شاملة مع 8 أسواق استراتيجية حول العالم وإطلاق «اللجنة العليا للشراكات الاقتصادية العالمية».

الحزمة الثانية 
وتضمنت الحزمة الثانية من مشاريع الخمسين 13 مشروعاً، منها تشكيل «مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية» وستتحمل الحكومة تكلفة تدريب المواطنين في القطاع الخاص لغاية عام كامل في الفترة التدريبية، ودعم رواتب المواطنين في القطاع الخاص لمدة 5 سنوات بعد التوظيف، بالإضافة إلى تخصيص برنامج لدعم المواطنين العاملين في تخصصات مميزة في القطاع الخاص، وصرف علاوات لأبناء المواطنين العاملين في القطاع الخاص تصل لغاية 800 درهم لكل طفل، وبحد أقصى 3200 درهم.
كما سيتم تخصيص مبلغ مليار و250 مليون درهم لطرح برامج تدريبية تخصصية للمواطنين في قطاعات متنوعة، وتشمل الحزمة الثانية أيضاً، إطلاق برنامج تدريب مهني بالتعاون مع شركات خاصة وشبه حكومية لمدة تصل إلى 12 شهراً، وتم الإعلان عن برنامج متكامل لتطوير كوادر وطنية في قطاع التمريض، وبالإضافة إلى تخصيص صندوق الخريجين برأسمال مليار درهم، والإعلان عن سياسة جديدة في الحكومة الاتحادية تمنح الموظف المواطن خيار التقاعد المبكر للذين تتجاوز أعمارهم 50 عاماً لتأسيس مشاريعهم الخاصة، وتم الإعلان عن إعانة مالية مؤقتة للمواطنين الذين فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص لظروف خارجة عن إرادتهم، ومنحهم فرصة 6 أشهر للبحث عن وظيفة أخرى.

الحزمة الثالثة
تعكس الحزمة الثالثة من مشاريع الخمسين مجموعة جديدة متكاملة من المبادرات الهادفة التي وضعتها حكومة دولة الإمارات لدعم استراتيجياتها الوطنية وبناء مستقبل مستدام لمجتمعها واقتصادها للخمسين عاماً المقبلة.

كوكب الزهرة 
وضمن سلسلة مشاريع الخمسين تم الإعلان مؤخراً عن المشروع الفضائي غير المسبوق، لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، والذي ينطلق إيذاناً ببدء رحلة فضائية علمية في الفضاء العميق للوصول إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتحقيق أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.

مبادئ الخمسين 
وتحدد وثيقة «مبادئ الخمسين» عشرة مبادئ لتوجهات دولة الإمارات للخمسين سنة القادمة، وترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات خلال دورتها التنموية الجديدة في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية.

شركات كبرى
ونتيجة للجهود الوطنية المبذولة لدعم النهضة الاقتصادية، أصبحت دولة الإمارات مقراً عالمياً وإقليمياً لأكثر من 25% من الشركات الـ500 الكبرى في العالم، ومقصداً استثمارياً أساسياً لرؤوس الأموال الأجنبية التي تستمر بالتدفق بشكل كبير في السنوات القادمة نتيجة للمشاريع العملاقة التي تقودها قطاعات السياحة والصناعة والنقل والطاقة المتجددة.
وتُعد دولة الإمارات اليوم إحدى أكثر دول العالم تقدماً في سن القوانين والتشريعات الاقتصادية التي تحمي المستثمر في ظل بيئة تنافسية تعمها الشفافية وتتوافر فيها كافة التسهيلات اللازمة لمزاولة أي نشاط تجاري.
وتوفر دولة الإمارات مزايا وتسهيلات قانونية، ضمن مظلة تشريعية وإجرائية هي الأكثر مرونة وتنافسية على مستوى المنطقة، تحفز على جذب الاستثمارات الأجنبية وضمان استقرار مجتمع الأعمال في الدولة، من بينها توفير إعفاءات ضريبية، حيث لا تفرض الدولة ضريبة الدخل على الشركات.

 استشراف المستقبل
تسعى رؤية القيادة الرشيدة لاستشراف المستقبل من خلال التغلب على التحديات ووضع كافة السيناريوهات والخطط والاستراتيجيات لإيجاد الحلول، حيث تم اعتماد في وقت سابق استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل، بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، والتي تهدف للاستشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في الدولة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها على كافة المستويات لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©