طرح وطني في محله، ومسعى حكومي في مكانه، والقافلة مستمرة في ترتيب أثاثها الإبداعي، وتشذيب شجرة النمو، ووضع الطاقات المواطنة في مختلف المجالات على سطرها الأول من العبارة الرصينة في صناعة الوعي الوطني في البناء والتشييد انتماءً إلى التاريخ، وما سدده الإرث الشعبي من خطوات نحو التطور، وتحقيق الأمنيات، وتحويلها إلى واقع ملموس، يعيشه القاصي، والداني على حد سواء.
خريطة الطريق التي رسمتها الحكومة للوزارات، والمؤسسات الحكومية والخاصة، هي دفتر الذاكرة، ومحفظة العقل الإماراتي الذي وعى منذ أمد إلى أهمية أن يصبح المواطن محور الطاقة الإبداعية الماهرة في غزل معطف النجاح، وحياكة مخمل الفوز في العملية الاقتصادية والتي هي ميسم الحلم الإماراتي، وهي الإبرة في سم الخياط لأجل ملاءة دافئة، تزيح عن الكاهل وخزات البرودة، وتحول الوطن بكامله إلى مدفأة تذهب بالقلوب إلى مناطق الطمأنينة، والاستقرار المعيشي، وضمان القدرة على مزيد من صقل المهارات، وتقديم الأنموذج الأمثل لمجتمع يتكئ على تراكم خبرات، وزخات من قطر الندى، وأحلام لا تغشيها غاشية، ولا تكدرها غشاوة، الأمر الذي يجعل الجميع أمام مسؤولياته الجسام، بعدما حطت طائرة التحليق، واكتسى النورس الإماراتي جناحا الرفرفة، في فضاء يلوح للجميع ببنان واضح البيان، وبنيان لا يقبل أقل من ارتفاع الشواهق، الساريات في عنان السماء.
في الخمسين، تسطع شمس الإمارات، مطوقة بأهداب النور، ومقلدة بقلائد الوعي، مستوحية مصابيحها من شعلة الأضواء التي تنثرها القيادة الرشيدة في سماء الوطن، مستمدة روح المثابرة، من طموحات شعب آمن بأن الحياة كفاح من أجل الحياة، وأن الوطن السخي جدير به بأن يحظى بهذه الهبة الحكومية والشعبية مجتمعة، لتأكيد العلاقة الراسخة بين قطبي الوطن، ولن ترضى القيادة الرشيدة بغير المراكز الأولى طالما حظيت بشعب عشق الوطن كما أحب قيادته، وسار القطبان نحو المجد، مؤزرين بالحلم البهي، مكللين بالطموحات الجليلة، مكللين بفرح الخواطر كلما تم إنجاز مشروع، يرتقي بالوطن إلى المصاف المتقدمة.
في الخمسين تبدو الإمارات، زهرة اللوتس التي تخرج من طين الأمنيات، لتعلو وريقاتها الزاهية جدل الحياة، والازدهار.