ـ ما يوترك إلا بعض الأشخاص تلقى شاشة تيلفونه مشخطة، وفيها شق يقسمها، ومثلمة في أطرافها، لا تقدر تشوف صورة واضحة، ولا تروم تقرأ رسالة كاملة، وتلقاه هو ولا سائل، وغير حافل بشيء، وأنت الوحيد المتوتر، والخائف على أصابعه غير الماهرة أن تنجرح فجأة، وعلى نظره الذي يظل يقارب ويباعد عن شاشته المتهالكة منذ زمن ليس بالقصير.
ــ بعض العربان لما ترى تصرفاتهم العجيبة الغريبة، وطرق التحايل، واللف والدوران عندهم، ومحاولة التكسب من كل شيء، وبأي شيء، تقول الدول العربية عمرها ما بتتقدم، ولا بتلحق بركب الحضارة، «عَيَلّ» نريد نسوي فحص «بي سي آر» علشان نغادر ذلك البلد العربي العزيز في تجوالنا في الوطن العربي الكبير، فيقترح علينا صديقنا ومرافقنا أن لا نتعب أنفسنا، وستأتينا شهادة الفحص من دون فحص، والنتيجة سلبية بالتأكيد من غير أن نتعنى ونجهد أنفسنا، فرفض بعضنا لشيء من قيم سامية باقية في الداخل، وقاومنا ذلك الاحتيال الساذج، وعزمنا على أن نعمل الفحص لصالحنا ولصالح الآخرين، لكن صديقنا ومرافقنا حذرنا من ذلك السلوك الذي نعده صحيحاً، ويعده المنتفعون وهم كثر سلوكاً لا يتماشى والوضع الاقتصادي للمواطن العربي، فاستغربنا، وأردنا تفسيراً لما يقول ويصرّ عليه، فرد ببساطة، وهو الذي يعرف مكة وشعابها: اسمعوا وعوا: الشهادات التي ستصلكم من دون فحص، ومن دون الذهاب والعودة سيجلبها منتفع مرخص، وسيرتزق من ورائها كثيرون، ولا يهمهم كثيراً حالتكم السلبية، المهم أن تكونوا إيجابيين معه، وتنفيعه بالمقسوم، أما إذا كنتم مؤدبين مهذبين، وتريدون أن تذهبوا لإجراء الفحص، فسيظهرون نتائجكم إيجابية لا محالة، وستضطرون لأن تدفعوا مالاً مضاعفاً لكي يرضوا عنكم، ويظهروا نتيجة فحوصاتكم سلبية، لذا الأفضل اختصروا المسافة، ووفروا الجهد، وكونوا...!
ــ بعض الوجوه بصراحة تجبرك أن تتوقف أمامها حتى يظن بك الظنون، سبحان الذي خلقها فميزها، وجعلها فتنة للمؤمن، لكن مع ذلك، كثير من تلك الوجوه لا تروف بعمرها، ولا ترضى بنصيبها من الحظ والجمال، وتبدأ في مشوار البشاعة بعمليات تعتقد أنها تجميلية وهي تخريبية، بحيث إن رأيتها في وقتها الجديد، تتأسف بأثر رجعي على أنك في يوم من الأيام تسمّرت أمامها، وتحرولت رجليك، أنت المؤمن المُبتلى، ووقفت مُبَهْتّاً، تنظر لجمال خلق الله الذي عطله بعض من عباد الله!