عدد اليوم
آمنة الكتبي (دبي)
يبدو جناح المغرب مثل كيان حي، مستعار من قرى المملكة، وأحد المباني القليلة التي لن يتم تفكيكها بعد نهاية «إكسبو 2020 دبي». ويقول المهندس طارق ولالو مصمم الجناح لـ«الاتحاد»، إن الواجهة الترابية المصقولة للجناح التي يبلغ ارتفاعها 34 متراً للجناح تعتبر إنجازاً تقنياً طموحاً رائداً في تطوير أساليب البناء بالتراب الصخري، لافتاً إلى أن الجناح يؤكد أن تقنيات التصميم والبناء المغربية التقليدية حاضرة في التصميم المعاصر، وجهود التنمية الحضرية المستدامة من خلال دفع الحدود الفنية والإبداعية لمواد البناء التقليدية إلى آفاق جديدة.
يتابع المهندس طارق ولالو: «يحاول الجناح المغربي تقليل عدد المساحات المكيفة إلى الحد الأدنى، باستخدام استراتيجيات للتحكم في المناخ مثل سماكة الجدران الترابية، والحدائق العمودية المتعددة، ووجود فناء مركزي كبير للتهوية بشكل طبيعي وتبريد المبنى، مشيراً إلى أنه تم استخدام مادة بناء تقليدية عازلة للحرارة، لعبت دوراً رئيسياً في تنظيم درجة الحرارة».
وأضاف: «لتحقيق ارتفاعات واجهة جناح المغرب، تم تشكيل الأرض الخام والمضغوطة المدكوكة في ألواح مسبقة الصنع مقترنة بإطار خرساني خفيف الوزن، ويثبت استخدامه في الجناح أنه مادة تقليدية ومبتكرة في آن واحد، ويقدم مثالًا على كيفية استخدام أساليب البناء التقليدية في إلهام نماذج أكثر استدامة للتنمية الحضرية.
وقال: يتألف الجناح من 22 مجلداً مستطيلاً، ويتوافق مع التقاليد المغربية، كما تم ترتيب المبنى عمودياً حول فناء داخلي - وهو عنصر مكاني مهم في العمارة المغربية التقليدية، وتبدأ رحلة الزوار إلى الجناح على امتداد شارع داخلي يتكون من منحدر يربط بين جميع مساحات العرض، في إشارة واضحة إلى تجربة التعرج عبر المدينة المنورة، وعلى امتداد هذا الطريق، يقدم المطعم، وغرفة الشاي، والردهة، والحدائق العشر المعلقة للزوار بلحظات من التوقف وإطلالات جميلة على «إكسبو»، وهم ينزلون إلى الطابق الأرضي، وبفضل هندسته المعمارية والتقنيات المستخدمة، المستوحاة من تقاليد المملكة العريقة في البناء، يتواءم الجناح المملكة، مع متطلبات القرن الـ 21، من حيث الاستدامة وتقليل الأضرار البيئية.
