تابع العالم كلّه أمس السقوط الكبير لـ«أقنعة الحيادية المزعومة» التي كان يرتديها ما سمّي بـ«فريق الخبراء الدوليين المعني بالانتهاكات في اليمن»، حينما رفضت غالبية الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مشروع قرار قدمته الدول الأوروبية لتمديد ولاية هذا الفريق.
من وجهة نظري.. المهمة الأساسية والوحيدة لهذا الفريق كانت تسييس ملف حقوق الإنسان في هذا البلد العزيز، خاصة وأنه لم يعرف عنه- ولو لمرة واحدة- أنه تعامل بحيادية في مهمته المنوطة به منذ أن تولى مسؤوليته قبل أربع سنوات.
لم يستوعب هذا الفريق أن دول التحالف ذهبت إلى اليمن تلبية لنداء الحياة، ولم تدع فرصة سانحة لتعمّ السعادة بيوت اليمنيين إلا وبادرت إليها.. تعامى عن التضحيات والمساعدات الإغاثية التي تم تقديمها، و«الأعراس الجماعية» التي تم تنظيمها، والمدارس التي تم إنشاؤها، والآبار التي تم حفرها، ودور الرعاية الصحية التي تم إنشاؤها.. ورفض أن يتأمل- ولو للحظات- الدروس الإنسانية التي قدمتها الإمارات ودول التحالف في فنون الإعمار، كي يعود اليمن سعيداً كما كان.
بالمقابل، تغاضى هذا الفريق عن ناهبي المساعدات الإنسانية، وممارساتهم الوحشية ضد المدنيين، خاصة النساء والأطفال، ولم يسترعِ اهتمامه تحويل عيادات صحية ومدارس إلى ثكنات عسكرية ومستودعات للذخائر، ولم يهتز ضميره لطفلة في التاسعة من عمرها وجدت مقطوعة اللسان في صندوق قمامة.
وللفريق المرفوض التجديد له نقول: الاستجابة السريعة من التحالف لطلب الشرعية اليمنية جاءت في وقت حساس ودقيق، وحطمت جميع الآمال الطامحة إلى تحويل اليمن لشوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، والعبث بمقدراته و«دعشنة» شعبه.
في اليمن.. نحن دائماً مع السلام الذي يحقن دماء شعبه ويضع حداً لمعاناته الإنسانية.. ومع اليمنيين سنظل قوة سلام واستقرار، نزرع الخير ونبث الأمل.. وواثقون من أن صورتنا ستظل خالدة في وجدان شعبه وضمير الأمة، وأن «أقنعة الحياد» كانت ستسقط يوماً ما.