ينظر المتابع بكثيرٍ من الفخر والاعتزاز لما تحقق للإمارات من نجاح وتميز في التصدي لجائحة «كورونا» مع تراجع الإصابات بشكل ملموس على طريق التعافي منها، بفضل من الله، والرؤية الثاقبة والمعالجة الاستباقية لقيادتنا الرشيدة التي كان لتوجيهاتها السديدة الأثر فيما تحقق اليوم، ونحن نلمس هذا التراجع الكبير للإصابات مع التوسع الهائل في إجراء الفحوص وتقديم اللقاحات مما جعل دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في التصدي للفيروس الذي ضرب العالم، وتسبب في إحداث شلل تام للحياة في العديد من بلدان العالم قبل أن تستوعب الصدمة التي تسبب بها، ومن ثم التعامل معه وتبني قواعد وأساليب التصدي للفيروس.
كانت مناسبة تحديث إجراءات الدخول من داخل الدولة إلى إمارة أبوظبي مع إلغاء اشتراط فحص «كوفيد ـ 19» التي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، فرصة للتعبير عن الشكر والامتنان للجهود الجبارة لرجال شرطة أبوظبي وفرق الأزمات والطوارئ وأبطال خط الدفاع الأول لما قاموا به خلال الفترة الماضية، وحققت النتائج التي نفخر ونعتز بها اليوم، وتضع أمامنا مسؤوليات جمة مع بلوغ نسبة التطعيمات مستويات عالمية غير مسبوقة.
كما جاء قرار لجنة إدارة الطوارئ والأزمات في أبوظبي بوقف استخدام السوار الإلكتروني للحجر المنزلي للقادمين من السفر والمخالطين لحالة إيجابية واقتصاره فقط على المصابين واستمرار التقيد بتطبيق الحجر المنزلي وإجراء الفحوص المطلوبة في مواعيدها بالاعتماد على المسؤولية الذاتية، ليمثل مرحلة متقدمة في المواجهة مع «الجائحة» ومستوى الرهان والثقة بأفراد المجتمع، والذين كان عليهم الدور الكبير في إنجاح السياسات والخطط والبرامج منذ اليوم الأول في المواجهة التي امتدت نحو عامين مع الالتزام الصارم بالإجراءات بما فيها فترات تقييد الحركة خلال البرنامج الوطني للتعقيم.
سيظل الاعتماد على المسؤولية شعار المرحلة الحالية من مراحل المواجهة التي نخوضها لتجاوز «الجائحة» والوصول لمرحلة التعافي التام منها، و«معاً نتعافى» تحمل كل معاني الالتزام والمسؤولية المشتركة، بعيداً عن أي صورة من التهاون وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي ساهمت وبلاشك في أن نمضي قدماً وننجز ما تحقق من تقدم، تجسده الأرقام المتراجعة للإصابات والتوسع الكبير في تقديم اللقاحات، ونحافظ معاً على هذه المكتسبات الصحية لترسيخ التعافي المستدام.
نجدد الشكر والامتنان لكل الجنود المجهولين الذين يقفون خلف الإنجاز، ولأبطال شرطة أبوظبي وخط الدفاع الأول، ولنتذكر دائماً بأننا «معاً نتعافى» وحفظ الله الجميع سالمين.