اكتشف شعب مصر وتونس والمغرب والسودان، الذين منحوا الإخوان المسلمين فرصة للحكم، أن التنظيم فاسد وغير كفء. وكما هو الحال مع الإسلاميين في تونس، يحتفل العديد من العرب الآن أيضاً بسقوط الحزب المرتبط بالإخوان المسلمين في المغرب.


وعلى حد قول  الباحث المصري عمرو الشوبكي، في مداخلة أجراها مع قناة «الحرة»،  فإن أحد  الأسباب الرئيسية لسقوط جماعة «الإخوان» يتمثل في المكون الأيديولوجي للتنظيم، بما في ذلك عدم الفصل بين الدين والسياسة، واحتكار «الإخوان» المزعوم للحقيقة المطلقة، وادعاؤهم تمثيل  الإسلام الحقيقي. 
وضمن هذا الإطار يشير الكاتب  السعودي فهد سليمان الشقيران، في صحيفة «الشرق الأوسط»  إلى أنه «بعد عقد من حكم الإسلاميين في تونس والمغرب، ساهم الإخوان المسلمون فقط في انتشار الفساد، والاستخفاف بالدولة ومؤسساتها، وسرقة أرواح الناس وأموالهم».


 ويرى حافظ البرغوثي، كاتب عمود ومحرر فلسطيني، بصحيفة الخليج الإماراتية، أن  «أحزاب الإخوان المسلمين تحكم دون أن تقدم لمن يحكمون أي خدمات غير الانتصارات الوهمية والفساد». وأضاف البرغوثي: «تخلصت تونس من الإسلاميين لأنهم دمروا الاقتصاد وسرقوا أموال الشعب». في المغرب... كان الإخوان المسلمون في السلطة لسنوات عديدة، مما دفع البلاد إلى أزمة اقتصادية واجتماعية.
 أما منير أديب، الخبير المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، فقد أشار بقناة «صدى البلد» إلى أن السقوط الكبير لجماعة «الإخوان»  سياسياً وفكرياً  حدث أولاً في مصر، ثم تبعها السودان بعد تونس وأخيراً المغرب، وذلك بسبب فشلهم المذهل في تلك البلدان، من المتوقع أن يسقطوا أيضاً في ليبيا خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. -

ويبقى السؤال: هل يستيقظ المدافعون الغربيون عن الإسلاميين أيضاً على هذه الحقيقة ويتوقفون عن التعامل معهم وكأنهم أشخاص طيبون يسعون إلى تحسين الظروف المعيشية للعرب والمسلمين؟
اكتشف شعب مصر وتونس والمغرب والسودان، الذين منحوا «الإخوان»  فرصة للحكم، أن التنظيم فاسد وغير كفء هذا الشهر، تعرض حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم في المغرب لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية. 


منذ تأسيسها عام 1928، كان شعار جماعة «الإخوان» هو «الإسلام هو الحل» (لكل المشاكل). واستخدم أتباع التنظيم هذا الشعار على مدار العقد الماضي للارتقاء إلى السلطة في عددٍ من الدول، من بينها مصر وتونس والمغرب والسودان.
لكن الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أن الكثير من العرب والمسلمين لم يعودوا يؤمنون بقدرة «الإخوان»  على الحكم أو في الادعاء بأن «الإسلام هو الحل».
وكما قال الكاتب المغربي سعيد ناشيد، « لقد نقل الإخوان المسلمون المغرب إلى عقد من الظلام».
واكتشف شعب مصر وتونس والمغرب والسودان، الذين منحوا «الإخوان» فرصة للحكم، أن التنظيم فاسد وغير كفء مثل الأنظمة العربية العلمانية ورؤساء الدول.
في الشهرين الماضيين، عانى «الإخوان» نكستين كبيرتين، الأولى في تونس، ومؤخراً في المغرب.
لاقت الإطاحة بحزب «النهضة» الإسلامي التونسي من السلطة في يوليو الماضي ترحيباً ليس فقط من التونسيين، بل من قبل العديد من العرب الآخرين الذين اتهموا الإسلاميين، وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين، بنشر الفوضى وعدم الاستقرار في العالم العربي.
تعرض حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الحاكم في المغرب هذا الشهر لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية. فاز حزب العدالة والتنمية، الذي كان شريكاً في الائتلاف في الحكومتين السابقتين، بـ 12 مقعداً فقط من 395 مقعداً في البرلمان. بالنسبة للإسلاميين، كانت هذه هزيمة مذلة لأن عدد مقاعدهم انخفض من 125 إلى 12.
كما هو الحال مع الإسلاميين في تونس، يحتفل العديد من العرب الآن أيضاً بسقوط الحزب المرتبط بـ«الإخوان» في المغرب. العرب يقولون إن الإسلاميين لم يجلبوا شيئاً سوى الفساد والبؤس في البلاد التي حكموها. كما يقول العرب إنهم تعلموا الدرس ولن يثقوا بالإسلاميين و«شعاراتهم الفارغة».
حجم هذه الهزيمة يظهر أن الإسلاميين الذين حكموا بعد فترة «الربيع العربي» قد فشلوا: وليس لديهم ما يقدموه سوى الشعارات والتصريحات الدينية.
قال   سامي براهم الباحث التونسي في الحركات الدينية، إن الأحزاب التابعة لجماعة «الإخوان» فشلت في إنتاج برامج ورؤى لشعوبها، لقد فشلوا على جميع المستويات. هذا أيضًا فشل سياسي وأخلاقي. لقد ربطوا أنفسهم بأطراف فاسدة.

يعتقد عمرو الشوبكي الخبير المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه لا يمكن وضع كل تجارب الإسلام السياسي في سلة واحدة، حتى لو كانت هناك قواسم مشتركة لفشل تجربتهم في المنطقة العربية. الدول.
وقال الشوبكي لقناة «الحرة» الفضائية، إن أحد الأسباب الرئيسية لسقوط جماعة الإخوان المسلمين مرتبط بالمكوّن الأيديولوجي لجماعات التنظيم، ومنها عدم الفصل بين الدين والسياسة، واحتكارهم المزعوم للحقيقة المطلقة، وادعائهم تمثيل الإسلام الحقيقي.
وقال الشوبكي: إن العرب «رفضوا فكرة الولاية عليهم باسم الدين، وبدأوا في التمييز بين الدين المقدس وبرامج الأحزاب وقدرتها على تحقيق مصالحها».
ووفقاً للباحث المصري، فإن أحد أسباب فشل الإسلاميين هو أنهم في أعقاب ما يسمى بـ«الربيع العربي»، كانوا يخبرون الناس بأنهم جربوا النظام الاشتراكي والرأسمالي، والآن حان الوقت لفعل ذلك، أي تنفيذ المشروع الإسلامي لحل جميع المشاكل.وأضاف الشوبكي: بعد 10 سنوات فشل «المشروع الإسلامي» ولم ينجح في حل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية.

ونقلت قناة «الحرة»، عن مروان شحادة، الخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، أن سبب فشل الإسلاميين هو الافتقار إلى الخبرة السياسية والفشل في التحول من المعارضة إلى الحكومة. وأضاف شحادة:  إن سبباً آخر لفشل الإسلاميين هو تبنيهم لنفس سياسات وتكتيكات الحكومات والأنظمة التي استبدلوها.
لقد أصيبت الجماعات والأحزاب «الإسلامية» بالأمراض التي عانت منها الأحزاب الأخرى، وخاصة الفساد... فشلوا في إدارة شؤون بلادهم أو حل المشاكل أو تزويد الناس بما يحق لهم. علاوة على ذلك، لم يجهزوا كوادر مناسبة لعمل الدولة.

وصف أمين السوسي علوي، الباحث المغربي في القضايا الجيوسياسية، هزيمة الإسلاميين في المغرب بـ«الزلزال الذي سيقضي على ظهر الإخوان المسلمين في العالم الإسلامي». وقال إن تجربة المغاربة مع الإسلاميين على مدى العقد الماضي مكنتهم أخيراً من «اكتشاف زيف الشعارات الشعبوية التي استغلها حزب العدالة والتنمية لاختراق الحكومة».
كتب الكاتب الليبي ميلاد عمر المزوغي أنه في حين أن العرب الذين صوتوا في الماضي للأحزاب المرتبطة بالإخوان المسلمين قد يكونون قد ارتكبوا خطأً، «فهم يعرفون كيف يعاقبون أولئك الذين خيبوا آمالهم».
ويقول المزوغي: لم يهتم «الإخوان» في شمال أفريقيا بشعوبهم. قاموا بأبشع الأعمال، وربطوا مصير شعبهم بتركيا، واستوردوا منها كل شيء لإنعاش اقتصادها (تركيا)، ونتيجة لذلك أفرغوا خزائن بلادهم، وأفقوا شعوبهم، مما أدى إلى طفرة في البطالة والجريمة... أحياناً يخطئ الناس في اختياراتهم بسبب عدم وضوح الرؤية، ويقدم المرشحون معلومات كاذبة، لكنهم بالتأكيد سيصححون خطأهم في أول فرصة. وحسب المزوعي أعربت الانتخابات البرلمانية المغربية بصراحة عن تخلي الجمهور المغربي عن الإخوان المسلمين. الإخوان المسلمون نبتة شريرة أكلتها الفاسقة».
ويرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي فهد الشقيران، إن سقوط «الإخوان» في المغرب يرجع إلى «انتشار الفساد الفاضح الذي أثار غضباً شعبياً». وأشار إلى أن العديد من الناخبين في المغرب يرون في جماعة «الإخوان» تنظيماً انتهازياً يحمل العديد من الشعارات الفارغة من أجل الاستفادة من الحكومة في أسرع وقت ممكن. وحيب الشقيران كان هذا واضحاً في المستوى الهائل للفساد، والفشل في مكافحة البطالة، والافتقار إلى استراتيجية لمحاربة الفقر. من المعروف أن جماعة الإخوان تنجح عندما تكون في المعارضة، لكنها تخفق دائماً في الحكومة. إنهم جيدون في التدمير، لكنهم يفشلون في البناء.
وفي إشارة إلى فشل الإسلاميين في عددٍ من الدول العربية، حذر الكاتب من أنه إذا لم يتعلم المسلمون من «التجارب المميتة» للإخوان المسلمين، فإن تجربة الفشل ستتكرر كل بضعة عقود.
وتابع الشقيران: «بعد عقد من حكم الإسلاميين في تونس والمغرب، ساهم الإخوان المسلمون فقط في انتشار الفساد، واستخفاف الدولة ومؤسساتها، وسرقة أرواح الناس وأموالهم».

كما يرى نديم قطيش، الكاتب والإعلامي اللبناني البارز، أن إسلاميي المغرب عوقبوا بقسوة بعد أن أمضوا 10 سنوات في الحكومة دون أن ينتجوا أشياء جيدة لشعبهم. وكتب «المغاربة صوتوا للإنجاز وليس للخطابات».. «الانتخابات الأخيرة في المغرب توفر فرصة لهذا البلد لتخليص نفسه من ابتزاز الإسلاميين».

كما تحدث  حافظ البرغوثي الكاتب الفلسطيني عن سقوط جماعة الإخوان المسلمين في المغرب، مشيراً إلى أنه لطالما ادعت أحزاب الإخوان المسلمين أنها لم تتح لها الفرصة للحكم من أجل تنفيذ برامجها. لكنهم تولوا الحكم في المغرب لمدة عشر سنوات ولم يحققوا أي إنجازات للمغاربة الذين خدعتهم الشعارات الدينية فقط.
وبحسب البرغوثي، فإن «التجربة تثبت أن أحزاب الإخوان المسلمين ماهرة في الهدم وليس البناء، والدليل أنهم يحكمون دون أن يقدموا لمن يحكمون أي خدمات غير الانتصارات الوهمية والفساد». وقال الكاتب الفلسطيني، إن تونس تخلصت من الإسلاميين لأنهم دمروا الاقتصاد و«سرقوا أموال الشعب». وأضاف أنه في المغرب، ظل «الإخوان» في السلطة لسنوات عديدة، مما أغرق البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية.

وكتب البرغوثي: تعتقد الأحزاب الإسلامية أن حكمها ما دام يرفعون شعارات دينية. وقال «لكنهم يركزون على مصالحهم الحزبية أولاً ويخدمون أنصارهم فقط». «هذا هو سبب الانهيار السريع للإخوان المسلمين، جماعة ليس لها تاريخ في البناء والتسامح».
ويؤكد منير أديب، الخبير المصري في شؤون الجماعات الإسلامية أن سقوط الإسلاميين في المغرب هو انعكاس لانهيار التنظيم في مصر وتونس ودول عربية أخرى. وأضاف: هذا الانهيار ليس سياسياً، بل هو انهيار أيديولوجية الجماعة التي باتت غير مرغوب فيها في الدول العربية. بدأ السقوط الكبير لجماعة الإخوان المسلمين سياسياً وفكرياً في مصر، ثم تبعها السودان بعد تونس وأخيراً المغرب. بسبب فشلهم المذهل في تلك البلدان، من المتوقع أن يسقطوا أيضاً في ليبيا خلال الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة.
لا يعني سقوط الإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية أن التنظيم من المرجح أن يختفي في أي وقت قريب. لكن العرب في هذه البلدان يقولون إنهم سئموا من الإسلاميين الذين أثبتوا أنهم غير قادرين على رعاية مصالح شعوبهم. ويبقى السؤال: هل يستيقظ المدافعون الغربيون عن الإسلاميين أيضاً على هذه الحقيقة ويتوقفون عن التعامل معهم وكأنهم أشخاص طيبون يسعون إلى تحسين الظروف المعيشية للعرب والمسلمين؟

خالد أبو طعمة - صحفي  فلسطيني