هي صحافة مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً من تطور الصحافة الورقية، وجزءاً من تطور مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة وتأثير الصحافة الجديدة التي تسمى بصحافة الجمهور، وبات حضوراً خاصة في المجالات التي تمس رغبات الجماهير وهوايتهم لا سيما الرياضة والفنون. ومن مظاهر هذا التأثير أن جماهير فريق دورتموند الألماني أجبرت شركة ملابس رياضية كبرى على الاعتذار علناً عن تصميم قمصان الفريق لأن شعار النادي غير واضح، وقد وعدت الشركة بتدارك الأمر في النسخ القادمة من تصميم القمصان الأخرى.
صحافة الجمهور تنتقد وتحتفي، وتهاجم، وتدافع، وهي سريعة التحول والاشتعال، وفي شارع الرياضة المصرية حالياً هناك «ترند» تتعلق بأحوال نادي الزمالك، حيث تحظى اللجنة التي تدير المؤسسة الرياضية العريقة بانتقادات للظروف المادية التي يمر بها الزمالك، وعقوبات الفيفا بشأن إيقاف القيد، بقدر ما تحظى بالإشادات لفوز النادي بست بطولات وأهمها درع الدوري المصري، وكثيراً ما تشهد مواقع التواصل «ترندات» جماهيرية لأندية لأسباب مختلفة وتكون مؤثرة.
صحافة الجمهور أيضاً شكلت رد فعل صادم لتصريحات أدلى بها بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، وذلك عندما طلب من جماهير الفريق الحضور بكثافة في مباراة ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي عقب الفوز على لايبزج 6/3 فى دوري أبطال أوروبا والمدهش أن العرض القوي الذي قدمه السيتي توارى بجوار مطالبة جوارديولا للجمهور بحضور كثيف في ملعب الاتحاد أمام ساوثهامبتون.
وقال جوارديولا بعد التعادل مع ساوثهامبتون: «لم أقل شيئاً خطأ بعد مباراة لايبزيج. قلت إننا لعبنا مباراة صعبة بشكل لا يصدق وستكون صعبة للغاية ضد ساوثهامبتون. لم أشكو أبداً من عدد المؤيدين الذين يأتون أو لا يأتون. لم أفعل ذلك في حياتي. بالطبع، أنا ممتن - حتى لو جاء 85 أو 100 شخص، فلا بأس بذلك».
اليوم يلعب مانشستر سيتي أمام فريق ويكومب في كأس كاراباو، وقد كرر جوارديولا مطالبته للجمهور بالحضور بكثافة لمؤازرة الفريق. وقال مخاطباً جماهير السيتي: «من فضلك تعال يوم الثلاثاء ضد ويكومب فى كأس كاراباو، من فضلك تعال لتكون معنا».
** لم يقع جوارديولا في خطأ حين طالب جماهير الفريق الحضور بكثافة لمؤازرة الفريق أمام ساوثهامبتون، فهي دعوة للعزوة التي تسانده وتساند لاعبيه، فالجمهور هو اللاعب رقم 12 في كرة القدم، والجمهور الآن بقوة صحافته أصبح شريكاً بالرأي في إدارة المؤسسات الرياضية التي ينتمى إليها، خاصة أن الفريق ببطولاته وانتصاراته يمثله المشجع شخصياً فيما يحققه، ويرضى كبرياء هذا المشجع، وهو أمر يجعل كرة القدم أكثر من مجرد لعبة.