منذ أن قامت الإمارات، والدولة تنظر للقطاع الخاص ومجتمع الأعمال والاستثمار على أنه شريك أساسي في الوطن ومسيرة البناء، وكانت هذه الشراكة عنوان وطابع الاقتصاد الوطني في الدولة على امتداد عقود عدة، ومن هذا المنطلق كان له من الدعم والتسهيلات الكثيرُ ليقوم بواجبه تجاه الوطن وأبنائه.
ومع تطور البلاد والاقتصاد، وتزايد أعداد الخريجين والشباب الإماراتيين الباحثين عن فرص وظيفية اتجهت الأنظار للقطاع الخاص لينهض بدوره، وقد صممت له الدولة العديد من البرامج، منها في السنوات الأخيرة «أبشر» ليتوج اليوم بمبادرة «نافس» ضمن مشاريع الخمسين مؤخراً.
يجيء إعلان مجموعة ماجد الفطيم عن توفير ثلاثة آلاف وظيفة للمواطنين علامة فارقة في مسيرة التوطين، ما أهلها للتقدير واللفتة الكريمة التي حظيت بها من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتوجيهاته السامية للحكومة بأن تكون لشركات المجموعة الأولوية والأفضلية في العقود الحكومية. ليضع سموه بذلك قاعدة جديدة في إرساء المشاريع الحكومية لشركات القطاع الخاص، والتي قال عنها «هناك شركات شريكة في الوطن وشركات تريد فقط الأخذ من الوطن».
الواقع أن للمجموعة سجلاً متميزاً في موضوع التوطين والتدريب، فكان لها منذ أكثر من عشرين عاماً مبادرة التوطين (ايمريزيشن)، وحققت نتائج نوعية، وتحرص صيف كل عام على التعاون مع معاهد التدريب في الدولة لاستقبال عشرات الشباب الإماراتيين للتدريب الصيفي في المؤسسات ومنافذ البيع التابعة لها، وأسهمت في تغيير نظرتهم للعمل في القطاع الخاص.
القاعدة الجديدة في التعامل مع شركات القطاع الخاص المتفاعلة مع برامج التوطين، إلى جانب برنامج القيمة الوطنية المضافة على مستوى الدولة الذي تم إطلاقه ضمن «مشاريع الخمسين»، تحت إشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسيقدم دعماً إضافياً للقطاع الخاص، ويسهم في زيادة الطلب على الشركات الإماراتية والموردين والترويج لقدرات الشركات المحلية، الأمر الذي يعزز من زيادة استقطابها كذلك للكوادر الإماراتية، والتوسع في برامج التدريب والتوظيف لها، انطلاقاً من مزايا «نافس» التي لم تعد هناك أية حجة غير التفاعل معها وتحقيق الشراكة الفعلية المطلوبة من شركات القطاع الخاص لاستقطاب شباب الوطن.
نتمنى أن نشاهد المزيد من الشركات الإماراتية الكبرى، وغيرها من شركات القطاع الخاص، وهي تعلن عن توفير المزيد من الفرص الوظيفية للشباب، لأنهم باختصار يمثلون المستقبل وشركاء تصميم المشهد للخمسين المقبلة.