تتواصل أصداء القرارات والمبادرات التي حملتها الحزمة الثانية من مشاريع الخمسين والمعلنة الأحد الماضي، فقد نثرت أجواء من الفرح والإيجابية تقود لتغييرات إيجابية على صورة المشهد العام لسوق العمل خلال الفترة المقبلة، وتفتح المجال والأبواب أمام الشباب للعمل في القطاع الخاص بكل ثقة واقتدار مستفيدين من الحوافز التي قدمتها الدولة والتسهيلات والدعم غير المحدود، خاصة ما يتعلق بالتدريب أو القروض الميسرة لإقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة.
وإلى جانب مليارات الدراهم المرصودة لاستيعاب الشباب الإماراتيين للعمل في القطاع الخاص، يظل برنامج «نافس» أقوى وأبلغ ترجمة لوثيقة «مبادئ الخمسين» العشرة التي تحدد مسار الإمارات الاقتصادي والتنموي للخمسين سنة المقبلة، ولعلاقته - كما أشرنا من قبل- بمبدأين من مبادئها، المبدأ الثاني الذي يؤكد أن بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم هو أولوية وطنية عليا، والمبدأ الرابع أن المحرك الرئيسي للتنمية هو رأس المال البشري، خاصة أنه قد رصد المخصص المالي للبرنامج بـ24 مليار درهم والمحدد لاستيعاب 75 ألف شاب إماراتي خلال السنوات الخمس المقبلة. وقد حددت آلية تنفيذية له بتأسيس مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة ونائبه في المجلس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والبرنامج باختصار يلخص رؤية القيادة الرشيدة حول الاستثمار في الإنسان.
في هذه الأجواء الإيجابية والمتفائلة التي رافقت إعلان الحزمة الثانية يستغرب المرء وجود تلك الأصوات الغريبة التي تنشر السلبية في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحاول تثبيط العزائم بتكرار أسطوانات مشروخة عن تجارب سابقة، دون التوقف أمام دلالات وركائز الخطوة وما سخرته الدولة من خطط وموارد تؤسس لمرحلة جديدة من المسيرة المباركة يرسخ الحضور الفاعل للعنصر المواطن في القطاع الخاص الذي لطالما أولته القيادة الرعاية والاهتمام وتعاملت معه كشريك أساسي وبناء للاقتصاد الوطني الذي وضعته «مشاريع الخمسين» أمام آفاق جديدة رحبة ترسخ المكانة الرفيعة للإمارات ودورها المحوري والمؤثر في التجارة العالمية ومؤشرات التنافسية الدولية، وقد أصبحت قبلة للاستثمارات ووجهة مفضلة للإقامة والعيش والعمل للملايين من البشر.
«نافس» برنامج ملهم يحمل من اسمه دعوة للتنافس، ليس بالشعارات والتقاعس، وإنما بالتفاعل وشحذ الطاقات والهمم والإقبال على فرص العمل وإعلاء قيمة العمل، بما يحقق الطموحات والتطلعات على طريق مئوية الإمارات.