استبشر القطاع الخاص، ونريده أن يُبشر، استبشر بما قدمته الحكومة كدعم آخر مستمر ومتواصل ليقوم بدوره الاقتصادي، وترسيخ مفهوم الاقتصاد الوطني الواعي والمدرك في خدمة المجتمع ورفده بما يجعله مجتمعاً قوياً ومتميزاً، كما يفعل القطاع الخاص في أوروبا وأميركا، الإمارات كقيادة وفرت له كل سبل النجاح من دعم مشاريعه المختلفة وإعطائه الأولوية في تنفيذ المشاريع، وعدم فرض أي رسوم أو ضرائب مستحقة عليه، مما يجعله يتعثر أو يثقل كاهله، مثلما وفرت له البنية التحتية ووسائل الاتصالات والمواصلات المختلفة، ونريد أن نستبشر منه مثلما بشرته الإمارات في المضي بهذا القطاع قُدماً، ونحو المستقبل، وأن يجعل نُصب عيونه الوطن والمواطن، فهما الأساس والبقاء، وأن لا يبخل على مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات النفع العام، والمبدعين في كافة المجالات، فهذه المؤسسات تعمل بكل طاقاتها التطوعية، وتحتاج من وقت لوقت دعمها ومساندتها لتحقيق برامجها التي تخدم المجتمع، وكذلك المبدعون في كل المجالات والموهوبون، لا بد وأن يكون للقطاع الخاص دور في تشجيعهم، وتبني إنتاجهم وإيصاله إلى الآخرين والخارج، لأنهم سفراء الوطن، ولا بد لهم من تخصيص، ولو جزء بسيط من هذا الدعم الذي نتوقعه من القطاع الخاص كرافد من روافد الاقتصاد الوطني.
ما نتمناه من القطاع الخاص وشركاته المتعددة ألّا تطمع في ما تقدمه الحكومة في الإمارات من دعم للمواطنين العاملين فيه، ويظل هو الراتب الأساسي، وما يقدمه القطاع الخاص من «شفايا»، هذه الأمور يجب أن تضبط بقوانين لكي لا يحدث التلاعب، وخاصة من الشركات التي لا تتبع عائلات تجارية قديمة لها سمعتها وتخاف على صيتها، فتقوم بعض الشركات في القطاع الخاص بتقديم الفتات للخريج المحتاج للوظيفة، وللدعم الحكومي معاً، فيقبل مضطراً الوظيفة براتبها الهزيل من القطاع الخاص على اعتبار أن الدعم الحكومي هو الداعم والرافد الأساسي، «ترا القطاع الخاص ربعنا من زمان، ونعرفهم، ونعرف فعايلهم طوال سنين مضت»!
أمر آخر مهم في فهم الدعم الحكومي للقطاع الخاص والعاملين فيه من مواطنين، ألّا يجعله ويفهمه البعض من الموظفين، وخاصة الجدد منهم، أنه مكان استراحة واسترخاء يجلب الكسل والتقاعس والاتكالية، فالقطاع الخاص يختلف عن القطاع العام القديم الذي كان سائداً في زمن «إذا فاتك الميري، تمرّغ في ترابه»، هناك محاسبة ومراقبة، والبقاء للأصلح، والمتطور والمنتج، لا للذي عليه توصية، مثلما لا يجعله البعض مرتعاً خصباً للاسترزاق، على اعتبار أن الدعم الحكومي بمثابة «راتب الشونه» المضمون، ولا يحتاج لتعب وعرق ومنافسة وتطوير الذات، لهؤلاء الظانين المتأملين جني العسل دون صبر، وقرص النحل، لهم بالذات نقول: دون ذلك خرْط القتاد، كما كانت العرب قديماً تقول، شكراً للقيادة الرشيدة وللحكومة العاملة والمتفهمة والواعية والمخططة للمستقبل على تلك البشرى، بقي أن ننتظر البشارة من القطاع الخاص.