السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

(موظف رقم 1942)

(موظف رقم 1942)
12 سبتمبر 2021 00:28

إن الحر من راعى وداد لحظة….
……..
موظف رقم 1942..
لكل الأشياء وقت وتقف عند حاجز يمنعها من التقدم والانتشار، لسنا إلا ضيوفاً على الوظيفة تستقبلنا بالترحاب وتدفعنا بهدوء لفتح باب الخروج والعودة، والتأمل في سنوات الضيافة والعمل الذي قمنا به
لم تكتب لنا صلاحية الاستخدام، إنما يرانا الوقت بأننا تقدمنا بالعمر الوظيفي وعلينا ترك المكان للآخرين وتفضيلهم في العمل، وأنا أؤيد هذا الكلام لكني محبط من شيء اسمه الإبداع الوظيفي!!
في هذا اليوم الخميس.. 1-7-2021 بادرت إلى تقديم طلب تقاعدي دعماً لجيل جديد يفتح عقله يستوعب القادم بشيء من التفاؤل والديناميكية، وأمرت روحي بالحب، ودعوت إلى حب الوظيفة والإخلاص في تأدية الواجب والعطاء المستمر للوطن الذي عاهدت نفسي على خدمته والحرص على مكتسباته وأن أصون ترابه، ليس مهماً أن تترك الوظيفة، بل أن تحب الوظيفة، واليوم ودعتها بطيب نفس وباحترام كبير لِمَنْ وقف معي وساندني وتواضع وسمعني، ولِمَنْ تواضعت لأجله واخترته زميلاً وصديقاً ووثقت به ووثق بي، ولِمن عملت معه من زملاء أعزاء ومستخدمين طيبين ومدراء قمة في الذوق والنفس الخلوقة.
«الرحمة والتواضع هما أجمل ما يتركه المرء في قلوب الآخرين» والعمق في قلب الوظيفة»
هذه الحقيبة…
بعد ثلاثة وثلاثين عاماً في الوظيفة ملأت الوقت والسنوات في حقيبة وأحاديث دونتها في قصاصات من شجر القلب وورقة محبةٍ وعرفانٍ بالجميل.
واعتذارات عن كل خطأ أو سوء فهم كسرت به زجاج زميل أو إنسان، هذه ذكرياتي عميقة فيها الفرح والسرور.
على مخدة الزمن وضعت رأسي وتركت لها تمرير الذكريات لعلي أكتشف صواباً أفرح به أو خطأً أذهب لأعتذر عنه، لعلي أمسك كيساً مهملاً به حجارة ثقيلة وأرمي أعمدةً كانت تقف عائقاً في وجه الاستكانة الملونة.
من الطبيعي أن نجد حائطاً نظهر له تصرفنا القوي وثباتنا، كل هذه السنوات خبرةً اكتسبناها من الوظيفة والتي منحتنا الصبر واللطافة، ومنحتنا زملاء رائعين بحنا لهم بأسرارنا وحفظوها ومنحونا ثقتهم، وساندنا أوقاتهم بالإخاء وثورة التحديد والعمل الذي لا يخذل أحد لأننا إماراتيون لنا جذور في أرض التسامح والخير والعطاء، نحن موظفو الحياة وسندها لا نتأخر عنها ولا نقصر في خدمتها الخطوات «وطني الإمارات».
ثلاثة وثلاثون سنة في الوظيفة نذهب لها ونحن نحبها، نسامح من أخطأ ونتواضع لِمَنْ يشكرنا، لنا ابتسامات ذوبانها سكر.
«يا لها من إجابة طويلة
لسؤال بسيط»
موظف رقم 1942
«أكتب تحت ضوء خافت
يا زمن، لِمَ مررت سريعاً هكذا»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©