أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الجمعة، أن أفغانستان تواجه خطر حدوث انتكاسة لمسار عقدين من المكاسب التعليمية للأطفال، وخصوصاً الفتيات. وأفادت الوكالة الأممية، في بيان "يتوقع أن يرتفع عدد النازحين في الداخل، ما يزيد خطر حدوث خسائر في التعليم في أوساط الأطفال وكارثة أجيال ستؤثر سلبا على التنمية المستدامة للبلاد لسنوات". ومنذ 2001، ارتفع عدد الفتيات في المدارس الابتدائية إلى 2,5 مليون في 2018، وفق آخر تقرير للوكالة التي تتخذ من باريس مقراً. وتضاعف التعليم في أوساط الإناث إلى 30 في المئة وبات حالياً أربعة من كل 10 طلاب في الصفوف الابتدائية فتيات. وفي المجمل، هناك نحو 10 ملايين شخص مسجّلين في النظام التعليمي، مقارنة بمليون فقط سنة 2001. وأمرت حكومة طالبان الجديدة بوجوب فصل النساء اللواتي يرتدن الجامعات الخاصة التي ازدهرت في السنوات الأخيرة. وقالت اليونسكو "سيسدد ذلك ضربة هائلة لمشاركة النساء في التعليم العالي ولتعليم الفتيات على نطاق أوسع". كما سيشكل تراجع المساعدات الدولية التي تساهم في نصف مصروفات أفغانستان في مجال التعليم، مصدر تهديد آخر. ولطالما كان يتأخر دفع رواتب المدرّسين، حتى بوجود تلك المساعدات، ما يثني كثيرين عن امتهان التدريس. وأشار التقرير إلى أنه قبل عودة طالبان إلى السلطة كانت التحديات التي يواجهها التعليم في أفغانستان "ضخمة". وأفاد بأن "نصف الأطفال ممن هم في سن المرحلة الابتدائية غير مسجّلين في المدارس فيما لا يتقن 93 في المئة من الأطفال في المراحل الابتدائية المتأخرة القراءة". ودعا تقرير اليونسكو إلى بذل جهود "لإزالة العقبات" أمام تسجيل الفتيات في المدارس عبر توظيف مزيد من المدرّسات خصوصا في الأرياف. وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي "الحاجة التامة للمحافظة على المكاسب التي تم تحقيقها في التعليم، خصوصا بالنسبة للفتيات والنساء، على المحك".