تؤسفنا بعض الأصوات التي تلمز بـ «حملة الإمارات العالمية المتحدة» بشعارات مستهلكة، ونظرة لا تخلو من سطحية شديدة وتغافل واضح عن الحقائق.
كان أولى بأصحاب هذه الأصوات، خاصة أنهم يرتدون عباءة البحث، أن يكلفوا أنفسهم عناء التدقيق في مضامين ودلالات وسياق هذه الحملة، خاصة أن هدفها واضح، وهو خدمة الاقتصاد، في وقت تتنافس فيه الدول على جذب الاستثمارات، وتطلق من أجلها الحملات في عالم أصبح قرية واحدة.
بقصد أو بغير قصد، تناست هذه الأصوات المبادئ العشرة التي تضمنتها «وثيقة الخمسين» الصادرة بالتوازي مع إطلاق «حزمة المشاريع»، والتي تصدرت بأن «الأولوية الرئيسة الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد»، الاتحاد بإرثه العريق وقيمه الراسخة، الاتحاد روحاً وبناء، قيَماً وقيمة، شعباً ودولة.
وكأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كان يقرأ الطالع حينما قال في حسابه على «تويتر»: «جذورنا عربية.. وطموحاتنا عالمية»، في تغريدة تبدو الآن وكأنها كانت استباقاً لأي فهم خاطئ للحملة أو مزايدات عليها.
و«لمن يريد أن يعرف» نقول: إن هويتنا الوطنية الممتدة عميقاً في التاريخ العربي لم تكن في يوم من الأيام مدعاة للتقوقع، أو الانكفاء على الذات، منذ عهد أجدادنا، ومن بعدهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي اتخذ من الانفتاح والتسامح طريقين نحو العالم، لتمضي الإمارات معه، ومن بعده بقوة نحو المستقبل، بعيداً عن الشعارات التسويقية والكلام المستهلك.
«عالمية الإمارات» فلسفة جديدة، تمنح بلادنا مزيداً من الثقة في عوامل نهضتها وتقدمها، وطموح كبير لمرحلة أكثر قوةً وانفتاحاً وتنوعاً وتفاعلاً مع الشعوب، بقرارات أكثر جرأة، وبروح إماراتية خالصة.
ستبقى دولة الإمارات وستظل عربية بجذورها، خليجية بانتمائها، متحدة بهويتها.. وهي اليوم، عالمية في طموحاتها وسياساتها وتطلعاتها.