تقوى الغصون إذا تعانقت شغفاً، وتهوي إذا تفرقت آحادا. كانت القافلة تمضي في الوعورة، تبحث عن ظل، أو سحابة ماء، كانت تتلظى في طرائق العزلة، وتتشظى لها أفئدة وأرواح، كانت تحمل الحلم على أكتاف ركابها، وتشق قميص التعب، منبجساً من ثنيات طموحات أوسع من رمال الصحراء، وكان أولئك العشاق يفطرون على كسرة رغيف، أو لمضة من حليب، ثم يشرعون في الرحيل إلى حيث تكمن الحقيقة.
هناك عشب الحياة وهناك المضارب، وهناك امرأة تخض ضرع النوق محتسبة لله الفرج. وفي لحظة شروق شمس الاتحاد، بانت الرؤية مسفرة عن لآلئ تخرج من أعماق الوطن مستبشرة البروز، والفوز بنعيم الوحدة المباركة.
وطن يتهجى أبجدية الحلم ويخرج من الشرنقة، ليهدي للعالم بشارة اسمها فراشة الجمال، وينوع الزهرة، وتعدد الألوان، بفسيفساء أدهشت العالم، حين صارت الشرنقة فراشة تدلل على قوة الوعي الإماراتي بأهمية أن يكون الاتحاد هو السياج، وهو المعراج، وهو المنهاج وهو السراج الذي من خلاله سارت القوافل مستنيرة بالضوء، مضاءة بمصابيح الإرادة الصلبة، والعزيمة الصارمة، والقدرة الحازمة، وملكات العقل الصحراوي المبدعة وفيض من عطاء ساد المكان والزمان، واكتسح العقبات بحيث أصبحت وشائج ممهدة وصار الزمن يفرش سجادته لسادة عرفوا كيف تصنع الأوطان، وكيف ترتقي الشعوب، وكيف تنهض الحياة محملة بثمار الجهد، والبذل، والسير في شعاب الكون، مهتدية بنور العقل، وصدق الفعل، ونزاهة القول.
اليوم الإمارات بفضل الاتحاد الميمون، تقف في منصة العالم كأنها النجم يسطع في رحاب العالم، مبيناً أن الاتحاد هو الصون، والعون، هو اللحن والشجن، هو السيمفونية التي تصيغ الذائقة الكونية، وتمنحها رونق التعاطي مع الآخر، ومهارة السرد، وجدارة في التساقي من أجل عالم تسوده المحبة، وتملأه السعادة، وينتهي الظلم والظلام من هذا العالم.
في مبادئ الخمسين، تبدو الثوابت العشرة، وصايا نيرة، ونوايا خيرة، وأحلام تضيء سماء الوجود، بمصابيح النقاء الإنساني من كل جريرة، أو ضريرة.
اليوم الإمارات هي النسق عالي السبك، والحبك، هي الفيض الصحراوي المبجل.