كل التحية والتقدير لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، لتراجعها عن قرارها إلزامية «المرور الأخضر» عبر تطبيق «الحصن» شرطاً لدخول منشآتها، وذلك بعد ساعات من دخوله حيز التنفيذ.
صدور قرار، ومن ثم التراجع عنه ليس بالأمر الهيّن، خاصة عندما يصدر من جهات ومؤسسات كبيرة، مثل شركة «صحة» لديها الكثير من الخبراء والمستشارين، والعديد من أدوات ووسائل استمزاج الآراء والاستقصاء والاستشراف. لذلك لم يكن هناك من مبرر للاستعجال في القرار الذي تسبب -كما تابعنا- في مشاهد وممارسات غير حضارية أمام منافذ ومنشآت الشركة، خاصة مع وجود مئات المراجعين الذين تدفقوا عليها، وفق مواعيد مسبقة خاصة المتعلقة بالتطعيم للقاح «كوفيد - 19».
كشفت المشاهد حالة من الضيق والاحتقان جراء القرار المتسرع، والذي كانت شرائح واسعة تتطلع لتبني «المرور الأخضر» للذين أكملوا أخذ جرعتي اللقاح، أو من لديهم نتيجة فحص سلبية لا تقل عن 73 ساعة.
الجهد الكبير الذي تقوم به «صحة» لا يمكن أن ينال منه ما جرى خلال الساعات السابقة لقرار التراجع، وإنما هو درس في قائمة الدروس المستفادة من تداعيات جائحة لم يسبق للبشرية أن شهدت لها مثيلاً. ومع هذا نجحت الإمارات في التعامل معها وتجاوزها على طريق التعافي التام قريباً، بإذن الله، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة والاستباقية لقيادتنا الرشيدة، وتسخير كافة الموارد، وحشد الطاقات التي صنعت التجربة الملهمة للإمارات في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد.
في سانحة كهذه، نستذكر الأمانة التي تحدث عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لهيئاتنا ودوائرنا الصحية في أول اجتماع لسموه مع قيادات وزارة الصحة في قصر البحر بالعاصمة مع بدايات تفشي «الجائحة»، عندما اعتبر كل من يريد الفحص والاطمئنان على صحته «أمانة» في ظل الظروف السائدة. ومن تلك الدعوة تفرعت مبادرات عدة، عنوانها العناية بصحة وسلامة الإنسان على أرض الإمارات، وتيسير كل سبل تحقيق ذلك بالتوعية والإقناع، ومن دون إجبار. تبوأت إمارات الخير والإنسانية أكثر دول العالم تقديماً للقاح المضاد لـ«كوفيد - 19» مجاناً للمواطنين والمقيمين، وبمعدل توزيع 186.60 جرعة لكل 100 شخص. لذلك من المهم جداً استشعار تلك المسؤولية والأمانة، وتسهيل وصول المتعاملين للخدمات المطلوبة بكل سهولة ويسر، وسط التزام تام بكافة الإجراءات والتدابير الاحترازية، ومن دون تهويل أو تهوين لإدراك الجميع بأننا «معاً نتعافى»، وبالوعي والتعاون سنعبر كل التحديات.