تُواصل دولة الإمارات العربية ترسيخ نهجها النهضوي، والسعي إلى تحقيق أهدافها الطموحة، التي تهدف من خلالها إلى التحليق في سماوات التميّز العالمي، وتعزيز مكانتها التنافسية في المجالات والقطاعات كافة، وتطوير آلياتها الخاصة بتأصيل قيمها الإنسانية في الوقت نفسه، التي تؤكد الحرص على نشر قيم وممارسات السلام والأخوة والتضامن.
كل تلك التطلعات يشير إليها إعلان دولة الإمارات أخيراً «وثيقة مبادئ الخمسين»، التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، لتكون المشروع الأول ضمن «مشاريع الخمسين»، التي اعتُمدت لرسم المسار الاستراتيجي للدولة، خلال دورتها الجديدة في شتى المجالات. 
المجالات التي تهدف الوثيقة إلى تحقيقها تقوم على عشرة مبادئ رئيسية، أبرزها: التركيز على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، وجعل السياسة الخارجية للدولة أداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، والنظر إلى رأس المال البشري بوصفه المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو، واعتبار حسن الجوار أساساً للاستقرار، وتعزيز التفوق الرقمي والتقني والعلمي لها، وإبقاء منظومة القيم قائمة على الانفتاح والتسامح وترسيخ الأخوّة الإنسانية، ومواصلة العمل على تعزيز المساعدات الإنسانية الخارجية للدولة، والدعوة إلى السِّلم والسلام والحوار لحل الخلافات.
كل تلك الأولويات وغيرها أكدت قيادتنا الرشيدة ضرورتها، لما تحققه من تقدّم ورخاء، إذ قال صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله: «مصلحتنا العليا والوحيدة والرئيسية توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد ولجميع مَن يقيم في دولة الإمارات». كما يشير قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «قيمنا خلال الخمسين القادمة ستبقى كما أرادها المؤسسون.. الشعب الأفضل والأنبل والأكثر عطاء»، إلى حرص الدولة على تعزيز السمعة العالمية للدولة في النبل والعطاء.
أما قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إن: «المبادئ العشرة لدولة الإمارات، خلال الأعوام الخمسين القادمة، تشكل مرجعاً لجميع مؤسساتها، لتعزيز أركان الاتحاد وبناء اقتصاد مستدام.. ودعم أسس السلام والاستقرار في العالم»، فهو دلالة على أن تحقيق التنمية المستدامة، التي توفّر للإنسان الرفاه وتضمن له مستقبلاً من الاستقرار والسلام، هو الأولوية التي تستدعي من الجميع، أفراداً ومؤسسات، العمل بإخلاص وتفانٍ وابتكار، لأجل تحقيقها، ولأجل أن تعمّ فوائدها على البشرية في كل مكان.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية