لن أكون قاسياً لأشخّص ما قدمه المنتخب الوطني أمام المنتخب اللبناني الشقيق على أنه صدمة في بداية مشوار «الأبيض» في تصفيات كأس العالم، بعد أن تخلى المنتخب عن كل مقومات النجاح التي ساعدته في التغلب على كل منافسيه في الدور الثاني للتصفيات التمهيدية عندما نجح في تحويل تأخره في ترتيب المجموعة إلى صدارة مستحقة في نهاية المطاف.
وسأكون موضوعياً إلى أقصى حد مؤكداً أن المستوى الذي قدمه «الأبيض» أمام لبنان لا يعني انعدام الثقة في إمكانية تصحيح المسار في الجولات المقبلة مع الاعتراف بأن تلك التصفيات تستوجب الفوز في كل المباريات التي تقام على ملعبك وأن تسعى جاهداً لجمع أكبر عدد ممكن من النقاط خارج ملعبك، حتى تضمن الفوز بأحد مركزي الصدارة، وأن تخسر نقطتين على ملعبك يفرض عليك أن تعوض ذلك بالفوز خارج ملعبك حتى تستقيم الأمور مرة أخرى.
ولأن المجموعة تضم أربعة منتخبات عربية فإن كل مبارياتها ستقام تحت ضغوط هائلة، ناهيك عن وجود منتخبين، إيران وكوريا الجنوبية، بما لديهما من خبرة مونديالية واسعة.
ولو اعتبرنا أن مواجهة الشقيق السوري غداً في ستاد الملك عبدالله الثاني بالعاصمة الأردنية عمان، بمثابة البداية الحقيقية لـ «الأبيض» في التصفيات، فإن تلك المباراة ستكون في غاية الصعوبة بعد البداية غير المقنعة للفريقين، على صعيد النتيجة، حيث خسر منتخب سوريا أمام إيران، بينما خسر الأبيض نقطتين غاليتين أمام لبنان برغم الفارق الفني الواضح بين المنتخبين، بدليل أن القرعة وضعت المنتخب اللبناني في التصنيف الأخير، وسيتعامل الفريقان، الإمارات وسوريا، مع المباراة على أنها فرصة سانحة لتصحيح المسار، حتى لا يجد الفريق الخاسر نفسه في موقف لا يحسد عليه منذ البداية.
وباختصار فإن الأبيض ليس أمامه إلا أن يصالح جماهيره التي تشعر بالقلق بعد البداية المخيبة للآمال، وأن يكرر ما حققه في التصفيات التمهيدية عندما تعثر في البداية وحقق التأهل في النهاية، أفضل ألف مرة من تجربة تصفيات مونديال 2018 التي بدأها الأبيض» بالفوز على منتخب اليابان بملعبه، فاعتقد الكثيرون أن الطريق بات سالكاً إلى نهائيات البرازيل، إذ بالمنتخب يضرب بكل التوقعات عرض الحائط، ولا يلحق حتى بمباراة الملحق بعد أن احتل المركز الرابع بالمجموعة.