لا يوفر النصابون والمحتالون وسيلة أو حيلة إلا واستخدموها لاختراق وسرقة بيانات المستهدفين لتنفيذ جرائمهم، فبعد تراجع تأثير قصص الاتصال وانتحال صفات مندوبي بنوك والمصرف المركزي، جاء الدور هذه الأيام على «الهوية الرقمية» مستغلين انتشارها على نطاق واسع وحرص أفراد الجمهور على التسجيل فيها وإنزال التطبيق الخاص بها لما يوفره من خصائص وخدمات عديدة، بل أصبح الدخول من خلالها لمواقع هيئات ومؤسسات حكومية أكثر سهولة ويسراً. 
تجد المحتال يتصل بضحيته المحتملة زاعماً أنه من «هوية الإمارات الرقمية» طالباً تحديث بيانات متلقي الاتصال، ويرسل له رقم «أو تي بي» (الرقم السري الذي يستخدم لمرة واحدة) عبر رسالة نصية تحمل اسم «يو أي إي باس»، فإذا ابتلع الضحية الطعم يكون المحتال قد نجح في الإيقاع به وسطا على بياناته وحسابه المصرفي. 
الكثير أصبحوا يقظين بعد الوقائع التي شهدتها الساحة مؤخراً وباتوا على درجة من الوعي يكتشفون معها اللعبة ويرفضون التجاوب مع المحتال الذي يغلق الخط بمجرد إحساسه أنه قد انكشف.
كما أن هناك من الأمور التي تخفى على العامة وتجعل أكثرهم ضحايا محتملين لعمليات النصب وتلقي رسائل نصية من النصاب تحمل مسمى هذه الجهة أو تلك بما يخلق حالة من التشويش لدى متلقي الاتصال، الأمر الذي أتمنى من منظمي حملات التوعية تناوله وتوضيحه للجمهور، وأعني ما يتعلق بالاستخدام المضلل لأسماء وشعارات هيئات وجهات رسمية.
في كل مرة نعيد فيها طرح هذا الأمر المؤرق والمزعج نذكّر المعنيين وفي مقدمتهم دوائر الشرطة والبنوك بتوفير آلية سريعة للتعامل مع البلاغات بعيداً عن تلك الطرق الروتينية بوجوب الحضور للقسم وفتح بلاغ، خاصة ونحن في العصر الرقمي حيث كل المكالمات مسجلة وأرقام الهواتف تظهر واضحة للطرف الآخر، وكذلك اللوائح أيضاً الحازمة مع البلاغات غير الصحيحة.
الأمر نفسه مع مراكز الاتصال في البنوك المحلية التي يستغرق الأمر فيها الكثير من الوقت الذي يهدره العميل للتحدث مع الموظف المختص لإبلاغه بما يجري وللتحرك السريع لوقف «السرقة الرقمية»، لأن سرعة الرد والتواصل من الممكن أن تحول دون إتمام جريمة تجري بسرعة فائقة وباحترافية عالية.
 مطلوب التعامل الصارم والحاسم مع لصوص العصر وبالذات الذين يتجرأون على انتحال صفات لعاملين في مؤسسات ودوائر حكومية حساسة والشعارات الرسمية لها، وتقديمهم للعدالة لأنهم لا يكتفون بسرقاتهم وإنما يعملون على هز صورة وثقة أفراد المجتمع بتلك الجهات.