الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

متحف عبدالله الكعبي.. مخزون ثقافي وتراثي

مقتنيات تستعيد ذاكرة الزمن (من المصدر)
5 سبتمبر 2021 04:40

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

عندما تدخل بيت عبدالله راشد الكعبي بمنطقة «نعمة» في مدينة العين تشعر أنك تنتقل إلى الماضي، بيت تختلط فيه الروائح وتتحرك فيه المشاعر، يأخذ زواره في رحلة عبر الأزمان، من خلال كتب ومخطوطات ومقتنيات وأدوات تعلمهم أن التراث كنز لا يفنى. ففي الوقت الذي كان البعض يتخلص من أشيائه القديمة ويعتبرها متجاوزة، فإن الكعبي كان يعمل على جمع كل قطعة وكل ورقة مهما كانت بسيطة، ليصبح أحد رواد جمع التراث في المنطقة، يعتبر بيته كنزاً ومخزوناً لآلاف العناوين والقطع التراثية، وبحب وبمجهود ذاتي استطاع أن يجمع وعلى مدى 30 عاماً ثروة من المقتنيات، أسس لها متحفاً خاصاً ويعمل جاهداً على تحويل جزء منها إلى أرشيف إلكتروني لحفظها للأجيال، من لوحات فنية وقطع نقود، وكتب قديمة، ومقررات الدراسة ولوحات تجسد بيئات الإمارات، ومجلات ومجلدات الجرائد المحلية، بحيث يعتبر مرجعاً لمن يرغب في الحصول على أقدم دفتر أو أقدم قطعة نقود معدنية أو ورقية أو أقدم شاشة تلفزيون أو أقدم دلة قهوة.

احتفاء 
وقال الكعبي إن أبناءه وأصدقائه يشاركونه في كل ما له علاقة بالتراث، حيث يحتفظ بالعديد من المقتنيات المهداة له من طرفهم، وأشار أنه خلال زياراته المتنوعة للمهرجانات التراثية يعمل على اقتناء المجموعات والأثريات القديمة من أماكن مختلفة والاحتفاء بها في متحف المنزلي، طارحاً نموذجاً ما يمكن تسميته بالجهود الأهلية في شراكة الحفاظ على التراث، والذي يلعب دوراً كبيراً في دعم المؤسسات الثقافية للوصول إلى مرحلة الصون المتوارث، ممثلاً في هذه المبادرة الإنسانية والوطنية.

كنوز
لأن حبه تغلغل في وجدانه منذ الصغر، بدأ بجمع كل ما يتعلق بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) من كتب وصور ولوحات فنية ومجلدات كتب وموسوعات وجرائد ليتحول ذلك إلى شغف دائم، ومن أهم أقسام بيته مكتبة المغفور له الشيخ زايد التي تضم مئات الكتب التي تتحدث عن الشيخ زايد  وما كتبه عنه الكتاب والصحفيون الأجانب، ودواوين الشعر ومجلدات للجرائد المحلية، تلخص سيرته العطرة وحب الناس لشخصه المتفرد.

شواهد 
والكعبي يبحث عن كل ما رسمته أنامل محبيه من أطفال مدارس الدولة إلى أعمال الرسامين الكبار، ويزور المهرجانات والمعارض ولا يتردد في اقتناء لوحة أو عمل فني يتعلق بالشيخ زايد، مما جعله يحتفظ بلوحات وأعمال فنية متفردة يعود تاريخها إلى عدة سنين، لتعريف الأجيال عبر هذا التراث الخالد.

مسؤولية مجتمعية 
فاض بيت الكعبي بآلاف الوثائق والكتب والمقتنيات، مما دفعه إلى تأسيس متحف جديد بمنطقة العين الفايضة في العين، ليجمع فيها كل ما يحتويه بيته من كنوز، وليجعل متحفه الجديد رهن إشارة كل زائر متعطش لمعرفة جوانب مختلفة من التراث الإماراتي، ولطلاب المدارس، مؤكداً أن ذلك يعتبر جزءاً من المسؤولية المجتمعية، بحيث يسهم بطريقته الخاصة في رد الجميل لدولته الغالية.

أرشفة إلكترونية 
وعن تحوله إلى الأرشفة الإلكترونية، قال إن ذلك ليس بالسهل نظراً لكثرة المقتنيات والشواهد، لكن الأمر بات ضرورياً حتى يحفظ هذا الكنز من الضياع، موضحاً أنه يحتفظ بشرائط الكاسيت، والعديد من الأجهزة الإلكترونية القديمة التي يحفظ فيها تسجيلات وصور. 

المتحف الجديد
عن متحفه الجديد الكائن بمنطقة العين الفايضة في العين، أكد الكعبي أنه سيعمل بشكل مختلف، بحيث سيتم تقسيم المتحف بناء على نوع الأدوات وعمرها، وسيحتوي على أقسام عدة، ليأخذ الزائر في رحلة بصرية ومشاعرية وتاريخية موضحاً أن هاجسه حفظ هذه الكنوز وجعلها مرجعاً للباحثين والدارسين ولطلاب الجامعات والمدارس وللزوار.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©