أخي اللاعب عضو منتخبنا الوطني.. هل تدرك حقاً معنى التواجد في كأس العالم؟
لا أتحدث هنا عن مشاركة منتخبنا الوطني، لا بل تواجدك أنت، هل تدرك معنى أن يكون منتخب بلادك ضمن أقوى 32 فريقاً في العالم، تلاحقهم الأضواء قبل وخلال الحدث الكبير.
هل تدرك أخي اللاعب أن عدد مشاهدي مباريات المونديال يتجاوز مليارات البشر من عشاق اللعبة؟
هل شاهدت اللاعبين يبكون قبل كل مباراة، وهم يرددون نشيدهم الوطني، وهم يعرفون أن العالم كله ينظر إليهم؟ .
هل تريد أخي اللاعب أن تعيش تلك اللحظات الخالدة، وأن تشعر بالمجد والفخر؟، بالطبع أنت ستقاتل لتكون معهم إذا شاهدت اللاعبين الذين يبكون عندما فقدوا فرصة التواجد في المونديال، ومظاهر الحسرة والحزن على وجوههم، لأنهم فشلوا في تحقيق الحلم، وهو المشاركة في أقوى تجمع كروي كل 4 سنوات؟
هل شاهدت الإصرار والرغبة، لدى تلك المنتخبات التي قاتلت على التواجد هناك؟ بكل تأكيد شاهدت الكثير من القصص المثيرة واللحظات الحاسمة عبر التاريخ، المنتخبات التي تأهلت في اللحظات الأخيرة ما بين الحسرة والفرح والحزن والسرور تولد المعجزات، وتصبح واقعاً لا يمكن أن يمحى من طيات التاريخ.
بعض اللحظات صنعتها أقدام اللاعبين، صنعوها بإصرارهم وعزيمتهم، فهناك منتخبات لم تكن تمتلك نصف ما نملك من إمكانيات ومهارات ومدربين، ورغم ذلك تواجدوا، لأنهم كانوا أكثر إصراراً وقتالاً ورغبة، لأنهم بذلوا كل الجهد والسعة ليعيشوا مشاعر التواجد في المونديال.
ربما أنت لا تدرك الآن قيمة تلك المشاعر، ولكنك ستشعر بها عندما تتواجد هناك، وستعرف تماماً حينها بأن مشوارك الكروي لا يقارن بالدقائق التي ستشارك بها هناك.
قبل كل تصفيات نصنع الشعارات، وننشد الأهازيج والأفراح، ونشد على عزم كل من يرتدي قميص أبيضنا، ونهلل ونتفاءل ونضع السيناريوهات والخطط والنتائج، ونقول دائماً بما أننا تواجدنا هنا، إذاً نحن ضمن الأقوى، لكننا لا نعترف أن جميع من تواجد أيضاً هو أيضاً من الأقوياء.
المهم أننا نخوض 10 مباريات هي كلها بنفس الميزان، لا نفرق بين هذا وذاك، ونضع أهميتنا على هدف واحد، وهو التواجد في المونديال، لكننا يجب أن ندرك تماماً قبل أن نضع هذه الحسابات، أنه لابد أن نسأل أولاً لاعبينا.. هل تدركون؟