أصداء ترحيبية واسعة واكبت الإعلان عن القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان لتضيف درة جديدة لمنظومة التشريعات والقوانين والمؤسسات القائمة في إمارات الخير والمحبة، التي أولت منذ بواكير التأسيس كل الرعاية والاهتمام للإنسان، انطلاقاً من رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع لبنات مجتمع العدل والمساواة وقواعد حقوق الإنسان، وجعل الإمارات واحة للتسامح وحسن التعايش، تحتضن اليوم رعايا أكثر من مئتي جنسية يعيشون ويعملون ويتمتعون بحياة كريمة تحت سقف القانون الذي يتساوى أمامه الجميع، ونظم قواعد العمل القائمة على احترام الحقوق وأداء الواجبات بما يتفق وينسجم مع المعايير والممارسات التي يؤكد عليها ديننا الإسلامي السمح والقوانين المحلية والاتفاقات الدولية.
كما يأتي تأسيس الهيئة في إطار جهود القيادة الرشيدة الهادفة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان وحرياته والتي تستند للدستور والقوانين والتشريعات المحلية والالتزامات الدولية.
وجود هيئة وطنية تُعنى بمسائل وقضايا حقوق الإنسان يعزز ويكرس بلا شك ثقافة حقوق الإنسان في مجتمع الإمارات ومؤسساتها التي تولي هذا الجانب اهتماماً خاصاً لأنه ينطلق من ثوابت وطنية ومجتمعية أصيلة، عززتها جهود الدولة التي صاغت توجهاتها وتشريعاتها لإعلاء تلك الثوابت والقيم وجعلها ممارسة وأسلوب حياة وعمل.
يأتي إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان اليوم تتويجاً لمسيرة حافلة لدولة الإمارات وهي تستقبل الخمسين المقبلة، شهدت الكثير من التشريعات المتطورة بما يعبر عن الصورة الحضارية للدولة وللمجتمع، وما فوز الإمارات ولأكثر من مرة بعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سوى تأكيد لتقدير المجتمع الدولي للمساهمة الإيجابية الإماراتية في تعزيز نشر وترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان.
كما إن تصدر الإمارات للعديد من المؤشرات العالمية الخاصة بحقوق مختلف شرائح المجتمع وفي مقدمتها الطفل والمرأة وغيرهم يعد امتداداً لذلك النهج الراسخ الذي تبنى مبكراً حقوق الجميع وصونها ورعايتها إدراكاً لأهميتها في بناء الإنسان المنتج والإيجابي الحريص على إعلاء قيم التسامح والتعايش واحترام الآخر وصولاً لبناء المجتمعات المزدهرة التي تنعم بالأمن والأمان والسلام والازدهار.
الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان ستكون كذلك مرجعنا الوطني الأول في وجه أكشاك الاتجار بحقوق الإنسان المنتشرة في الخارج التي كانت ولا تزال تحاول النيل من الصورة الزاهية للإمارات ومنجزاتها ومكتسباتها.