تعتمد لحد كبير صناعة إنتاج وتغليف وتعبئة الأطعمة والأغذية في شكلها الحديث على ما يعرف بمضافات الطعام (Food Additives)، والتي هي عبارة عن مواد تضاف إلى الأغذية لحفظ الطعام، أو تحسين طعمه ونكهته، وربما أحياناً مجرد تحسين الشكل واللون.
ورغم أن تاريخ استخدام مضافات الطعام يعود لآلاف السنين، مثل الخل والملح لغرض تخليل الخضروات، والسكر لغرض حفظ الفواكه في شكل مربى، أو التدخين لغرض حفظ اللحوم.. فإن تغير النمط الغذائي للإنسان الحديث، وبالتحديد زيادة الاعتماد على الأطعمة المصنَّعة والمعلبة منذ منتصف القرن الماضي، ترافق أيضاً مع زيادة مماثلة في مقدار الاستهلاك الفردي من مضافات الطعام، والتي تخطى عددها حالياً الآلاف من الأنواع والأشكال والتركيبات.
وهو ما أدى بالتبعية إلى تزايد القلق والمخاوف من فرط استهلاك مضافات الطعام على صحة الإنسان، وخصوصاً أن الغالبية العظمى منها مصنعة كيميائياً، ولا يوجد مثيل لها في الطبيعة. وإن كان المضاف الغذائي طبيعياً، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه آمن للاستخدام، حيث تم بالفعل حظر استخدام بعض المواد الطبيعية كمضافات للأغذية والأطعمة والمشروبات.
ومن المنظور الدولي، يتم تقييم مدى أمن وسلامة مضافات الطعام بجميع أنواعها، وتقدير ما إذا كانت لها آثار سلبية على صحة الإنسان، من خلال مجموعة مستقلة من العلماء والخبراء التابعين لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، ومنظمة الصحة العالمية. وإن كان بين الحين والآخر تنتشر المخاوف بين العامة، كتلك المخاوف من وجود علاقة بين مضافات الطعام واضطراب فرط النشاط الزائد بين الأطفال، على الرغم من تواتر الدراسات التي لم تجد دليلاً واضحاً على وجود مثل هذه العلاقة. وتعتبر حالياً مضافات الطعام من القطاعات التي يتم تنظيمها بدقة وحرص شديدين، فعلى سبيل المثال تستغرق الموافقة من قبل الاتحاد الأوروبي على نوع جديد من المضافات قرابة العشر سنوات.
وبخلاف الجدل حول ما إذا كانت مضافات الطعام تشكل خطراً صحياً، يعتبر بوجه عام الغذاء المصنع وفائق التصنيع، والغذاء المحفوظ لفترات طويلة، سواء كان بسبل طبيعية أو بمواد اصطناعية، أقل في الجودة على صعيد القيمة الغذائية والمحتوى من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات والمعادن. وبالنسبة للأغذية المصنعة وفائقة التصنيع، أصبحت تتزايد الشكوك في أنها قد تكون في حد ذاتها ضارة بالصحة، بغض النظر عن نوع أو كمية المواد الحافظة أو مضافات الطعام الموجودة بها، ولذا ينصح بخفض استهلاك هذه النوعية من الأغذية قدر الإمكان، والاعتماد على الأغذية الطازجة في حالتها الطبيعية كلما سنحت الفرصة.

كاتب متخصص في القضايا الصحية والعلمية