الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بلينكن: واشنطن ستعمل مع «طالبان» إذا أوفت بتعهداتها

عناصر من حركة «طالبان» على متن آلية عسكرية في كابول (أ ف ب)
1 سبتمبر 2021 00:50

عواصم (وكالات)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تعليق عمل البعثة الدبلوماسية الأميركية في أفغانستان بعد إنهاء الوجود الأميركي رسمياً ونقله إلى الدوحة، لكنه قال إن عمل الولايات المتحدة هناك لم ينته بعد الانسحاب، وإن واشنطن ستعمل مع حركة «طالبان» إذا أوفت بتعهداتها،
وتعهد الوزير الأميركي بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان، بأن تواصل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جهودها الحثيثة لمساعدة الأميركيين والأفغان وغيرهم على مغادرة البلاد إذا اختاروا ذلك.
وفي كلمته التي ألقاها في وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن، قال بلينكن إنه يعتقد أن أقل من 200 أميركي بقوا في أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيتم العمل على نقلهم، وكذلك نقل الأفغان الراغبين في المغادرة بعد موعد الانسحاب النهائي في 31 أغسطس.
وأكد الوزير أن واشنطن ستعمل مع «طالبان» إذا أوفت بتعهداتها، مضيفاً «مستعدون للتعامل مع أي حكومة مستقبلية تلبي طموحات الشعب الأفغاني واحترام النساء والأقليات»، كما أشار إلى أن أي مشاركة أميركية مع حكومة تقودها «طالبان» ستكون مدفوعة بالمصالح القومية الأميركية.
وقال الوزير الأميركي إن المساعدات لأفغانستان لن تتدفق من خلال حكومة أفغانية بقيادة الحركة، ولكن من خلال الوكالات المستقلة. 
ونوه إلى أن «الحركة تعهدت بمحاربة الجماعات الإرهابية وسوف نحاسبها على التزامها، لكن هذا لا يعني الاعتماد عليها وسوف نراقب المسألة بأنفسنا»، وأكد أن الولايات المتحدة ستحافظ على قدرات مكافحة الإرهاب القوية في المنطقة.
وتعهد أيضاً باستمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني والاستمرار في المساعي الدبلوماسية بالتنسيق مع حلفائنا لمصلحة الشعب الأفغاني.
وفي سياق متصل، أقر مجلس الشيوخ الأميركي تشريعاً أمس، لتقديم المساعدة للأميركيين العائدين من أفغانستان، ليحال مشروع القانون بذلك إلى البيت الأبيض حتى يوقعه الرئيس جو بايدن ويصير قانوناً.
ويوفر هذا القانون 10 ملايين دولار من الأموال الطارئة لكن من غير الواضح كيف سيتم استخدام هذه الأموال. 
وفي السياق، أكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الولايات المتحدة ستعمل جاهدة للدفاع عن مواطنيها ضد التهديدات الإرهابية من أي مكان في العالم، بعد انتهاء عملية الانسحاب من أفغانستان وإجلاء عشرات الآلاف.
وفي بيان له حول انتهاء العمليات في أفغانستان، أشاد أوستن بقدرات القوات الأميركية المسلحة، مؤكداً أن ما أنجزته خلال إجلاء آلاف الأميركيين والأفغان لا يمكن لأي جيش آخر في العالم أن ينجزه في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.
وأضاف أن ذلك يعتبر شهادة أيضاً لقدرات حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، مؤكداً أن البنتاجون سيواصل مساعدة الأفغان لبدء حياة جديدة عبر توفير أماكن مؤقتة للسكن والرعاية الطبية في المنشآت العسكرية داخل وخارج الأراضي الأميركية.
وقال: «سنساعد هؤلاء الأصدقاء الأفغان وهم يتجهون الآن إلى مهمة بدء حياة جديدة في أماكن جديدة»، مضيفاً «سنواصل دعم الجهود المشتركة بين الوكالات بقيادة وزارة الأمن الداخلي لفحصهم أمنياً ليعيشوا حياة جديدة في أميركا، وسنعمل جاهدين للدفاع عن مواطنينا من التهديدات الإرهابية الصادرة من أي مكان حول العالم».
وأكد أوستن أنه «خلال عملية الإجلاء تم نقل نحو 6 آلاف أميركي، وإبعاد أكثر من 123 ألف شخص عن طريق الأذى وإخراجهم من أماكن مختلفة من أفغانستان، غالبيتهم من الأفغان والأصدقاء والحلفاء الذين قاتلوا إلى جانبنا وقاتلوا من أجل قيمنا المشتركة».
وأشار أوستن أنه بإتمام عملية الإجلاء، تم وضح حد لنهاية أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة في تاريخها. وقال «لقد فقدنا 2461 جندياً في تلك الحرب، وأصيب عشرات الآلاف بجروح»، مضيفاً أن «ندوب القتال لا تلتئم بسهولة، وغالبًا لا تلتئم على الإطلاق».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، أن الأسلحة والذخائر التي تخلت عنها القوات الأميركية لدى مغادرتها أفغانستان قد تم جعلها غير صالحة للاستخدام قبل المغادرة. وقال جون كيربى المتحدث باسم «البنتاجون»: «لقد حرصنا على نزع السلاح، وجعل جميع المعدات الموجودة في المطار غير صالحة للاستخدام، كل الطائرات، وجميع المركبات الأرضية».
وأضاف «الشيء الوحيد الذي تركناه قابلاً للتشغيل هما عربتا إطفاء وبعض الرافعات الشوكية، بحيث يمكن للمطار نفسه أن يظل أكثر فاعلية في المستقبل».
وفي إشارة إلى الصور التي تم تداولها منذ مغادرة قوات الولايات المتحدة وأظهرت قوات «طالبان» أثناء استكشاف المطار: «لذلك أعتقد أننا لسنا قلقين للغاية بشأن هذه الصور لهم وهم يتجولون».
وبعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» خروج آخر جندي أميركي من أفغانستان، فرضت حركة «طالبان»، أمس، سيطرة كاملة على مطار كابول، وجابت مركبات «طالبان» ذهاباً وإياباً المدرج الوحيد لمطار «حامد كرزاي» الدولي.
ومن المدرج، عقد المتحدث ذبيح الله مجاهد مؤتمراً صحفياً وصف فيه الانسحاب الأميركي بـ«النصر».
وقال مجاهد: «نهنئ أفغانستان إنه نصر لنا جميعاً». وأضاف «نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعاً».
وانتشرت صور لمقاتلي القوة الخاصة لـ«طالبان» وهم يصلون إلى بوابة الدخول الرئيسة لمطار كابول، بعدما سحبت الولايات المتحدة جميع قواتها من البلاد.
وسار مقاتلو طالبان المدججون بالسلاح عبر حظائر الطائرات، ومروا ببعض المروحيات السبع، من طراز «سي إتش-46»، والتي استخدمتها وزارة الخارجية الأميركية في عمليات الإجلاء قبل جعلها غير قابلة للتحليق، وسار قادة «طالبان» بعد ذلك عبر المدرج، في استعراض لانتصارهم بينما كانوا محاطين بمقاتلين من كتيبة النخبة «بدري 313».

قوات «بانجشير» تعلن مقتل 8 من مسلحي «طالبان»
قال ممثل عن الجماعة الرئيسة المعارضة لحركة «طالبان» في أفغانستان، إن اشتباكاً دار بين قوات «طالبان» ومقاتلي جماعته في وادي بانجشير شمالي العاصمة كابول مساء أمس الأول، وأسفر عن مقتل 8 من الحركة. ومنذ سقوط كابول في 15 أغسطس كان إقليم بانجشير هو الوحيد الذي صمد أمام «طالبان»، وإن كان قتال قد دار أيضاً في إقليم بغلان المجاور بين «طالبان» وفصيل محلي مسلح. وقال فهيم دشتي المتحدث باسم قوات المقاومة الوطنية الموالية للزعيم المحلي أحمد مسعود إن القتال دار عند المدخل الغربي للوادي حيث هاجمت «طالبان» مواقع للجماعة.
وأضاف أن قوات الجماعة صدت الهجوم، الذي ربما كان اختباراً لدفاعات الوادي، وأن 8 من عناصر «طالبان» لقوا مصرعهم كما أصيب عدد مماثل، وأشار إلى إصابة اثنين من أعضاء قوات المقاومة الوطنية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©