مثل شمس طالعة في ضلع الوجود، مثل موجة تخضب السواحل ببياض الطلعة، مثل زهرة برية تفشي سر جمالها، وتفصح عن أبجدية جديدة، مثل فراشة تغزل خيوط محبتها عند أطراف الحقيقة، مثل التاريخ عندما يتمشى على سجادة مرقشة بأحلام العشاق، منقوشة بمنمنمات الذين يعشقون الجمال، فيرسمونه على الأرض نجوماً، ولآلئ، يغني لأجلها الطير، ويطرب، وتصخب الفيافي، بألحان وأشجان، وألوان.
هذه هي عين دبي، أيقونتها التي تحمل في ثناياها مراسم عناق بين الطبيعة وأيدي الإنسان، هذه عيون دبي دعجاء، نجلاء، كحلها من لمع البروق، وبريقها من شعشعة النسل الأنيق. هذه، وهذه لا تكفي لأن تطوق كل محيطات عين دبي، هي في العالم قبلة تسرد حكاية النور حين انبلج من ثنيات الوجود، فمنح الكون ميلاد حياة، وصارت على الأرض مدينة اسمها دبي، تخطو باتجاه الفرح، على صهوة مجللة بنعيم الإرادات الصلبة، وبذخ الطموحات واسعة الظلال، مدينة لها في السرد قصة كفاح، أمعنت في الفصاحة، والبلاغة، موقنة بأن الحياة ليست إلا ومضات من شدو، ووثبات من عدو، ومن لا يثب يعش بين الحفر.
هذه هي عين دبي، ومقلتها الصافية، وبهجتها المكللة بأنفاس الخيل وأحلام الفارس، وعطر الكلمات وهي تنقش خضابها على كف، وساق، وعبق الموجة وهي تغني لأجل مدينة لطيورها أجنحة الرفاهية، ولأشجارها أفنان البسوق، فهذه مدينة لها عين، مظللة برموش حسناء، وفية لطبيعتها، سخية في عقد اللقاء ما بين الجمال وحسن الخصال، هذه مدينة تجزل في كتابة التاريخ بحروف من وهج، وكلمات من مهج، والعبارة زورق يحمل أشجان الناس إلى حيث تكمن السعادة، وحيث تبدو المشاريع مثل أشجار على ضفاف نهر رخي، تزوده السحابات من قطرها، وسبرها.
عين دبي، تبوح بأسرارها جملة وتفصيلاً، وتذهب في العالمين، مجدولة بأنغام، وأنسام، وأحلام، وأقلام حبرها من لميع العين المدهشة، وكلماتها زخرفات على قماشة مذهلة، والجملة المفيدة في عين دبي مقلة اتسعت نظراتها، وكأنها في الحفل البهيج، صرخة الوعي عندما تدوي تفاصيل مهارته في صناعة الجمال، وصياغة التاريخ. عين دبي، عين ماء، وسماء، وعين ضمير نسق الأحلام حتى أصبحت أزاهير، مصفوفة على ضفاف مشاعر الناس، وعين أيقونة لها في السحر، فنون، ولها في الأسطورة فعل النبوغ.