الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إكسبو.. هنا العالم

إكسبو.. هنا العالم
30 أغسطس 2021 07:40

طه حسيب (أبوظبي) 

 التعاون الدولي ومواجهة التحديات التي تواجه البشرية محوران رئيسان تكتنز بهما أنشطة إكسبو دبي، ويتضح هذا في رؤية «المكتب الدولي للمعارض»، باعتباره المنظمة الحكومية الدولية التي تم تدشينها للإشراف على تنظيم المعارض الدولية استناداً إلى اتفاقية تم توقيعها في باريس عام 1928. فالمكتب يعتبر معارض إكسبو فعاليات تجمع العالم معًا في مشروع كبير ومشترك لإيجاد حلول لتحد أساسي يواجه البشرية، تتم معالجته من خلال موضوع المعرض، والذي يعمل كنقطة انطلاق لما سيعرضه المشاركون وبوصلة للأنشطة الفكرية والفعاليات الثقافية التي سيتم تنظيمها. وعادة ما يكون موضوع المعرض محفزاً للمشاركين الدوليين على تبادل الأفكار وتطوير أشكال جديدة من التعاون في بيئة غير تصادمية، وبهذا يتعزز دور معارض إكسبو في تفعيل الدبلوماسية العامة. وفي إكسبو2020 دبي تتسع الفرص لتعزيز التعاون الدولي من خلال مشاركة منظمة الأمم المتحدة و«الاتفاق العالمي للأمم المتحدة» و«برنامج الغذاء العالمي»، لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، والبحث عن حلول مبتكرة للتحديات العالمية. 

تواصل العقول
يقول «المكتب الدولي للمعارض» عن «إكسبو 2020 دبي»: سيرحب إكسبو 2020 دبي بالزوار من كل ركن من أركان العالم للانضمام إلى عالم جديد. أكثر من 190 دولة تشارك في المعرض من خلال موضوعه٬ «تواصل العقول..وصناعة المستقبل»، ومواضيعه الفرعية الثلاثة: الفرص والتنقل والاستدامة - سيكون إكسبو 2020 دبي الحاضنة العالمية الأكثر تأثيرًا للأفكار الجديدة في العالم. وينوّه «المكتب الدولي للمعارض» إلى أن فعاليات «إكسبو» تدفع باتجاه التطوير الحضري من خلال رؤى جديدة في الهندسة المعمارية، ما يجعل هذه الفعاليات محفزاً لتطوير المدن، وبالنسبة للأفراد، تأتي المعارض فرصة لإطلاق العنان للأحلام والإلهام.
ويؤكد «المكتب الدولي للمعارض» أن المشاركة في إكسبو تسمح للبلدان بخلق عالم مصغر هدفه التقدم والحوار. فهذه المعارض تعد في حد ذاتها محطات دولية فريدة للانخراط في الدبلوماسية الثقافية والتفاعل مع البلد المضيف والمشاركين الآخرين والسياح المحتملين والشركاء التجاريين والمستثمرين. من خلال الأجنحة أو المساحات المخصصة، يعرض كل بلد نفسه على جماهير كبيرة أسيرة ومتنوعة، ما يخلق قرية عالمية تقدم تجربة غير مسبوقة للزوار والمشاركين على حد سواء.

جائزة كوزموس الدولية 
تأسست جائزة كوزموس الدولية في عام 1993، احتفالاً بمعرض إكسبو 90 في أوساكا باليابان. كان الهدف من الجائزة تطوير المفهوم الأساسي لمعرض إكسبو 90 «التعايش المتناغم بين الطبيعة والبشرية». وفي 16 يوليو 2021 أصبح باب الترشيح مفتوحاً لنسخة إكسبو 2020 دبي من جائزة «كوسموس» التي يرعاها المكتب الدولي للمعارض، وتبلغ قيمتها 200 ألف يورو. الترشح للحصول على الجائزة يتضمن مشاريع الأفراد التي تستجيب للموضوع الرئيس لإكسبو دبي «تواصل العقول وصنع المستقبل».
النسخة الحالية من المعرض تروّج لجائزة كوزموس وتكافئ المشاريع غير الهادفة للربح من الأفراد أو المجموعات التي تمثل موضوع إكسبو العام وتعمل في المجالات المتعلقة بواحد أو أكثر من موضوعاته الفرعية - (الفرص والتنقل والاستدامة).
ويمكن- حسب المكتب الدولي للمعارض- تقديم الطلبات للمشاريع المؤهلة من خلال استكمال نموذج الطلب، باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، قبل 31 أغسطس 2021. سيقدم المرشحون المختارون أعمالهم وإنجازاتهم في إكسبو 2020 دبي، وستقوم لجنة التحكيم الدولية بعد ذلك باختيار المشروع الفائز يوم 30 مارس 2022.
الجائزة ثمرة تعاون بين المكتب الدولي للمعارض ومؤسسة إكسبو 90 في اليابان، والتي تحيي ذكرى «معرض البستنة 1990»، الذي استضافته مدينة أوساكا اليابانية، وتبنى شعار «التعايش المتناغم بين الطبيعة والبشرية». تم منح جائزة «كوزموس» في جميع معارض إكسبو العالمية والمتخصصة منذ عام 2008، بهدف إبراز ودعم مشاريع المواطنين التي تروج لموضوع المعرض وقيم مؤسسة إكسبو 90.
في إكسبو 2015 ميلانو، الذي تم تنظيمه تحت شعار «إطعام الكوكب: الطاقة من أجل الحياة»، مُنحت جائزة كوزموس لمشروع «النظام الغذائي والمستقبل المستدام لأطفال هايتي»، الذي قدمته منظمة (CESAL)، هي منظمة غير حكومية ظهرت في إسبانيا عام 1988 ومتخصصة في مجالات التعاون الدولي والهجرة، وتعمل حاليًا في 11 دولة في أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا مع مشاريع في مجالات التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والتنمية الإنتاجية والمشاريع الصغيرة والتوظيف. وفي معرض إكسبو التخصصي المنعقد في أستانا عام 2017، والذي أقيم تحت شعار «طاقة المستقبل»، مُنحت الجائزة لجامعة ليسوتو الوطنية لمبادرتها لتصميم وإنتاج مجمعات الطاقة الشمسية منخفضة التكلفة.

وجه إنساني
معارض إكسبو فرصة لتوجيه اهتمام الحكومات بالقضايا العالمية المُلحة، ولدى الأمم المتحدة مبادرة نشطة تتمثل في«الاتفاق العالمي للأمم المتحدة»، الذي يهدف إلى تحفيز الشركات ومؤسسات الأعمال على الانخراط في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، الصادرة في عام 2015. ومشاركة «الاتفاق» في معرض (إكسبو 2020 دبي) يعد خطوة مهمة لتعزيزانخراط الشركات في أهداف التنمية المستدامة.
 وفي 16 يونيو الماضي تم الإعلان عن عقد منتدى أعمال بشأن أهداف التنمية المستدامة في أسبوع الأهداف العالمية، الذي سيقام أثناء إكسبو 2020 دبي، في الفترة من 16 إلى 22 يناير 2022. «الاتفاق» تأسس بناءً على رؤية أمين عام الأمم المتحدة الراحل كوفي عنان، عندما دعا أثناء انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 1999، قادة الأعمال إلى الشراكة مع المنظمة لإنشاء «اتفاق عالمي» من القيم والمبادئ المشتركة لإعطاء وجه إنساني للسوق العالمي، وهذا «الاتفاق» تنضوي فيه قرابة 13 ألف شركة من 162 دولة، يُعد دعوة للشركات لمواءمة استراتيجياتها وعملياتها مع 10 مبادئ عالمية تتعلق بحقوق الإنسان، والعمل، والبيئة ومكافحة الفساد، واتخاذ الإجراءات التي تعزز الأهداف المجتمعية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتركيز على التعاون والابتكار. ولدى «الاتفاق العالمي للأمم المتحدة»- كمبادرة أممية- قناعة بأنه «من خلال إشراك الآلاف من الشركات من جميع الأحجام والقطاعات من مختلف أنحاء العالم، نعمل على تعبئة حركة عالمية حقيقية من المؤسسات المسؤولة التي تدمج الاستدامة في استراتيجياتها وعملياتها الأساسية - ليس فقط لصالح مجتمعاتها، بل لمصلحتها الخاصة أيضاً. 

الأمم المتحدة في «إكسبو»
في أكتوبر 2019 أعلنت الأمم المتحدة حضورها إكسبو 2020 دبي. ويحمل جناح المنظمة شعار«نحن الشعوب: لنشكل مستقبلنا معا»، والأمر يتعلق بأهداف التنمية المستدامة التي تسعى المنظمة الدولية لتحقيقها بحلول عام 2030. ومعارض إكسبو ملتقى لجميع بلدان العالم، وهي فرصة نادرة لتعزيز الدبلوماسية العامة متعددة الأطراف وتعزيز التفاهم في العلاقات الدولية. في أجنحتها، تعرض البلدان وتعرض الابتكارات التكنولوجية والثقافات الوطنية، وتعمل مع المجتمع المدني لصياغة هوية وطنية إيجابية ومميزة.   ويجد برنامج الأغذية العالمي في إكسبو 2020 دبي «فرصة ذهبية أخرى ليجتمع العالم ويلتزم باتخاذ إجراءات جريئة لتحويل أنظمتنا الغذائية العالمية». فحسب تقديرات «البرنامج»، فإنه بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في أنحاء العالم، ليصل إلى قرابة 270 مليون شخص في عام 2020. وفي فعالية افتراضية أجريت يوم 23 فبراير الماضي، وتحت عنوان «محادثات إكسبو: الغذاء والزراعة وسبل العيش»، أكد نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: «أن بناء أنظمة غذائية قوية وموثوقة ومرنة أمر بالغ الأهمية في رحلة العالم نحو تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة. ليس لدينا وقت نضيعه».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©