تقترب يوماً بعد يوم مناسبة التظاهرة الكونية الأكبر في تاريخ البشرية جمعاء، تلك التظاهرة التي تحدث كل خمسة سنوات ويتم خلالها تقديم أحدث ما تم ابتكاره والتعرف على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في دول العالم المشاركة، حيث ستعرض الابتكارات حول موضوعات كثيرة مثل الاستدامة والنقل وفرص الاستثمار.. إلخ. إنه معرض «اكسبو» الذي أصبح قريباً جداً والذي سيشهد أكبر تجمع بشري للدول الممثلة فيها، وعددها 190 دولة، في أول حدث من نوعه يُقام في منطقة الشرق الأوسط، وهو حدث يحسب لدولة الإمارات التي تستضيفه وإنجاز غير مسبوق لصالح الدول العربية ككل.

ولو أردنا، على سبيل المثال لا الحصر، أن نسرد بعض المكتسبات التي يمكن أن تحققها تلك التظاهرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن هذه المناسبة تأتي في وقت تتعزز فيه قوة اقتصاد الإمارات وتزداد جاذبيتها السياحية. ومن المتوقع أن يعزز المعرض اقتصاد إمارة دبي بعشرات المليارات من دولار ويوفر ما يصل إلى 300 ألف فرصة عمل. والمعرض مهم لمنطقة الشرق الأوسط ودولها عامة، لاسيما تلك التي يعتمد نموذجها الاقتصادي على القطاعات التي يحركها الإنفاق الاستهلاكي، مثل الضيافة وتجارة التجزئة الفاخرة والسفر.

ومن ناحية أخرى، وعلى صعيد الاستعدادات التي قامت بها دولة الإمارات لتلك التظاهر العظيمة، فقد تم اتخاذ كل الإجراءات والاستعدادات لتطبيق تدابير السلامة اللازمة على النحو الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، حيث اعتمدت الإمارات أفضل القواعد والممارسات لتنظيم الحدث في بيئة صحية وآمنة.

وفي هذا الصدد فقد تواصلت جهود الدول لمواجهة وباء «كوفيد-19» وللقضاء على فيروس كورونا المستجد المسبب له، بما في ذلك نجاحها حتي الآن تطعيم نحو 90% من السكان، ومع بداية التظاهرة سوف تصل نسبة التطعيم ضد الوباء إلى 100٪، الأمر الذي سوف يضيف اطمئناناً وأماناً أكثر بالنسبة للسياح الزائرين والمشاركين في المناسبة. وكشعوب عربية فإننا نتمنى كل النجاح لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أن نجاحها سينعكس إيجاباً على باقي الدول العربية ويرفع من شأنها بشكل كبير، ويسهم في إثراء المنطقة بالكثير من المكتسبات، وهو أمر تتوق إليه شعوب منطقة الشرق الأوسط ككل.

*كاتب كويتي