اليوم تحتفي الإمارات بيوم تاريخي خالد في مسيرتها المباركة، يوم المرأة الإماراتية، يوم لا يؤرخ لتأسيس الاتحاد النسائي العام فحسب، وإنما تستلهم منه ابنة الإمارات القوة والعزم للانطلاق نحو آفاق أرحب من المنجزات والمكتسبات، وهي تقف على أرضية صلبة من الثقة بالنفس، والاعتزاز بما تسلحت به من علم ومهارات وقدرات وخبرات في إطار مسيرة شاملة وضعت تمكين المرأة في صدارة أولوياتها.
أولوية جاءت ضمن رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء دولة عصرية متقدمة تحقق لمواطنيها التقدم والرخاء والازدهار، وإدراكه المبكر لدور وقيمة المرأة في مسيرة بناء الوطن وتكوين الأجيال، فقد كان ينظر إليها باعتبارها نصف المجتمع، ومضت قيادتنا الرشيدة على ذات النهج الذي حقق للإماراتية هذه المكانة الريادية، بدعم ومتابعة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
احتفاء العام الحالي جاء تحت الشعار الذي اختارته «أم الإمارات» للمناسبة «المرأة طموح وإشراقة للخمسين»، ليواكب إعلان قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2021 «عام الخمسين»، وليكون محطة انطلاق مهمة لطموحات المرأة الإماراتية لتحقيق المزيد من المنجزات والمكتسبات على طريق مئوية الإمارات 2071.
اليوم تقف أخت الرجال بحضورها القوي والفعال في مختلف القطاعات والميادين والمجالات، تفخر بإسهاماتها التي سبقت حتى العديد من أكثر الدول تقدماً في «التوازن بين الجنسين»، بتواجدها وعملها المتميز بما أصابت من علم ونالت من تقدير.
في تجربة البناء ومسيرة التنمية المباركة كان الاستثمار الأكبر في الإنسان، هذا الاستثمار الذي صنع اليوم ثروة بشرية من الرجال والنساء الذين يقومون بدفع عجلة الإنتاج والإنجاز معاً وبكل اقتدار وتميز، ننظر للمستقبل بكل ثقة وطمأنينة بعيداً عن أي قلق من تصدير آخر برميل نفط، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعم الأول والأكبر للاعتناء والاستثمار في الإنسان وتمكين المرأة.
اليوم أينما يممت وجهك تجد أخت الرجال في كافة الميادين والمجالات، ولقد كان لها كلمتها وحضورها القوي والمؤثر في صفوف خط الدفاع الأول خلال جائحة كورونا طبيبة وممرضة ومسعفة ومتطوعة، كما في كل مكان دون أن يشغلها ذلك عن أعظم مهامها في تربية وبناء الأجيال.