الفكرة مثل الموجة، تنقي نفسها بنفسها، والإنسان يصبح غواصاً ماهراً إن تمكن من فهم كيف ترتقي الموجة سلم البحر، وتصل إلى السواحل، ثرية ببياضها، سخية بحراكها، رخية في تعاطيها مع دورة الحياة.
دبي هي تلك النبضة في قلب التراب، هي تلك الومضة في ثنايا الشمس، هي تلك اللمضة في سجية المخلوقات النبيلة.
تتطور دبي، تذهب إلى التاريخ محملة بصحائف الدهشة، وكتب الانبهار، وهي في المهارة أنامل تخيط معطف الجمال، وتسبك الدر، قلائد على صدر الأرض، ليصبح الإنسان قارئاً عاكفاً على تلاوة الجملة المفيدة في ثنايا البناء، والنشوء والارتقاء، محتفلاً بيومه، وبنهاره وليله، وفي تاريخه، منسجماً مع رقرقات الموجة المعمارية، ومع اقتصاد معلومات، له في السحر ترنيمة، وفي السبر تعويذة، وفي نوايا الإنسان مزايا العقل عندما يكون المصباح المنير، والقاموس المحيط، ومختار الصحاح، تتدفق الأبجدية بين صفحاته، كأنها الجداول في عروق الشجر، وكأنها الحلم في وعي العشاق، وكأنها القافية في شجون القصيدة.
عندما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن حكومة دبي مصممة على المضي قدماً، لوضع دبي دوماً في المقدمة، فإن السراج الذي تضعه دبي في مقدمة السفينة، لدليل على أنها ماضية نحو المستقبل بإصرار وعزيمة، وبثقة وثبات، وبقوة وصرامة، كل ذلك يشهده العابر في شوارعها، مستمتعاً بهذا البصيص الملهم، وهذا التفجر لطاقات، ومؤهلات، وإمكانيات، وقدرات، وإبداعات، ونفحات، تتناغم مع أشعة النجوم، وهمس الطبيعة، ونغمات تنبثق من بين أضلع الكائنات.
تصريحات سموه مبنية على معطيات، وأجمل المعطيات، وأنبلها هو هذا النسيم الناهض، النابض في شرايين كل من يعيش على هذه الأرض، وفي أعطافه تبدو الطاقة الإيجابية منبراً حياً، يصدح عن مشاعر خلابة، لا تنكص، ولا تنقص، هي على الدوام سحب غيث مدرار، هي أهداب عين تمشط الوجنتين، وتملأ فراغ الوجه بالحسن والدلال.
هذه هي دبي، هذه هي منطلقاتها، وأهدافها، فلا سماء لها، ولا جدران إنها الدورة الدموية في جسد الحياة، صافية، نقية، تحركها قدرة إنسان آمن بأن الحياة نهر، نحن سحاباته، ونحن أجنحته التي تغسل نواياه، وتعبق أحلامه.