يُعدُّ استشراف المستقبل من القضايا المهمة على أجندة العمل الوطني لدولة الإمارات، والأهم من ذلك أن العمل من أجل هذا المستقبل، استنادًا إلى خطط ورؤى شاملة ومتكاملة، هو الشغل الشاغل لقيادتنا الرشيدة التي تدرك أن دول العالم في سباق دائم مع الزمن لتحقيق طموحاتها وخططها التنموية، وأن الإمارات يجب أن تكون في مقدمة الصفوف لتحقيق ما تصبو إليه من أهداف وطنية كبيرة خلال المستقبل.

وتعكس الاستراتيجيات والرؤى المستقبلية لدولة الإمارات، هذا الاهتمام الكبير بالمستقبل من قبل القيادة الرشيدة والتخطيط الدائم له، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات «مئوية الإمارات 2071» التي تمثل الرؤية المستقبلية الكلية والأشمل للدولة، ويتمحور هدفها الرئيسي في أن تكون الإمارات مع نهاية الخمسين عامًا المقبلة، الدولة رقم (1) على مستوى العالم، وهو هدف كبير جدًّا، لكننا قادرون على تحقيقه، مثلما حققنا الكثير من الإنجازات خلال نصف القرن الماضي، منذ تأسيس الدولة عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي بوّأت الدولة هذه المكانة المميزة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي إطار هذا الاهتمام الكبير بالمستقبل والشغف به، أعلنت لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة أحدث مبادراتها، تحت عنوان «رسائل إلى المستقبل». وتدعو المبادرة كل من يتخذون من دولة الإمارات وطنًا لهم إلى كتابة رسالة إلى أنفسهم في المستقبل، يرسمون من خلالها ملامح أحلامهم وتصور رحلتهم في مستقبل دولة الإمارات. ومن خلال كتابة هذه الرسائل، يتسنى للجميع تصوّر مستقبلهم ورسم ملامح النجاح والازدهار في تحقيق طموحهم على مدى الأعوام الخمسين المقبلة وما بعدها.

ومما لا شك فيه أن هذه المبادرة ستضيف المزيد من الزخم إلى احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي، والتي ستكون مناسبة مهمة للاحتفاء بما حققناه من تميز وريادة في المجالات كافة، والاستعداد للدخول إلى مستقبل كله طموح وأمل في تحقيق المزيد من الإنجازات، وهي في الوقت نفسه تكرّس هذا النهج المتميز الخاص بالاهتمام الكبير بالمستقبل في دولة الإمارات عبر استشرافه والتخطيط له.

إن الاهتمام بالمستقبل والتخطيط الواعي والشامل له كان السبب الرئيسي فيما حققناه من إنجازات متتالية في المجالات كافة، وتُواصل قيادتنا الرشيدة هذا الاهتمام على نحو مكثف، في ظل ما نصبو إلى تحقيقه من طموحات كبيرة تضعنا في المكانة التي نسعى إليها، وهو أن نصبح الدولة الأولى على مستوى العالم.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.