الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

درس التاريخ القاسي لـ «طالبان».. حكم أفغانستان أكثر صعوبة من السيطرة عليها

درس التاريخ القاسي لـ «طالبان».. حكم أفغانستان أكثر صعوبة من السيطرة عليها
24 أغسطس 2021 22:29

خالد عبد الرحمن
دينا محمود (لندن) 

لا تقلل السرعة الهائلة التي وصلت بها «طالبان» إلى كابول، وبسطت من خلالها سيطرتها على غالبية أنحاء أفغانستان، من جسامة التحديات التي ستواجهها الحركة في التعامل مع المشكلات المعقدة التي يعاني منها الأفغان منذ عقود، ولا يمثل كذلك مؤشراً على قرب انتهاء الصراع الدموي، الذي عصف بهذه البقعة من العالم لأمد طويل.فـ «طالبان»، التي لم يستغرق استيلاؤها على العدد الأكبر من المدن الأفغانية سوى أسابيع قليلة، باتت الآن بصدد تحمل مسؤولية انتشال ملايين الأفغان من الفقر المدقع، وإنهاء الصراعات الداخلية والمشاحنات القبلية المنكوبة بها بلادهم، وذلك جنباً إلى جنب مع تحديد سبل التعامل مع مشكلة الانتشار المتزايد لزراعة المخدرات في أفغانستان.
ويزيد من تعقيد هذه المهمة، حسبما قال محللون غربيون في تصريحات نشرتها مجلة «فورين أفَيرز» الأميركية، أن الحركة الأفغانية ستضطلع بها، وهي تعاني من عزلة دولية شبه كاملة، وهو ما يؤكد أن حكم أفغانستان قد يكون أصعب كثيراً من بسط السيطرة عليها، وهي حقيقة أدركها الكثيرون ممن تولوا الحكم من قبل في هذا البلد.
ويشير المحللون في هذا السياق، إلى أن السوابق التاريخية تبرهن على أن إمساك «طالبان» بزمام الأمور في كابول بسرعة، لا يعني بأي حال من الأحوال، إسدال الستار على 40 عاماً من الحروب والصراعات الأهلية على الساحة الأفغانية، خاصة أن الانهيار السريع لأنظمة الحكم، لا يشكل حدثاً فريداً من نوعه في تاريخ أفغانستان، وقد سبق أن حدث مع «طالبان» نفسها لدى وصولها للسلطة وخروجها منها، في منتصف تسعينيات القرن العشرين، ومطلع القرن الحالي.
فضلا عن ذلك، بدا أكثر من مرة خلال السنوات الأربعين الأخيرة، أن الأفغان انهِكوا من الاقتتال والعنف، وأن الوضع في بلادهم يتجه نحو الاستقرار، قبل أن يتبين أن ذلك ليس إلا وهماً. 

وقد سبق أن ساد هذا التصور بعد الانسحاب السوفيتي من أفغانستان عام 1989، وعندما استولت «طالبان» على الحكم للمرة الأولى في عام 1996، وكذلك حينما أُسقط نظام الحركة، إثر تدخل عسكري قادته الولايات المتحدة، بعد أقل من شهر، من وقوع هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
لكن الانقسامات الداخلية وشح الموارد والحسابات الإقليمية والدولية، حالت في كل مرة دون إرساء الاستقرار في أفغانستان، ما أدى إلى تجدد أعمال العنف، بوتيرة أشد في بعض الأحيان، وهو ما يعني أن طالبان لم تصل إلى الآن، إلى لحظة «إنجاز المهمة»، حتى وإن شَكَّل التقدم العسكري الذي حققته مؤخراً، دليلاً على أنها القوة الأكثر تنظيماً وتماسكاً، على الساحة الأفغانية في الوقت الحاضر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©