مع بقاء شهر على انطلاق الانتخابات في النرويج، يثير تقرير الأمم المتحدة المهم حول المناخ جدلاً بشأن سياسة النفط، حيث تستعد الأحزاب لمواجهة سياسية يمكن أن تقلب أهم صناعة في البلاد.

ولطالما كان التنقيب عن النفط والغاز في النرويج، أكبر منتِج في أوروبا الغربية، موضوعاً مثيراً للانقسام، لكن القلق المتزايد بشأن ارتفاع درجات الحرارة جعله قضيةً حاسمةً في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 13 سبتمبر. في حين أن «حزب العمال» المعارض، المدافع عن صناعة الوقود الأحفوري، في طريقه للفوز، فمن المحتمل أن يحتاج إلى توحيد القوى مع أحد الأحزاب الصغيرة التي تدعو إلى التغيير. وقد قال لارس هالتبريكين، عضو حزب اليسار الاشتراكي في البرلمان النرويجي، وأحد المتنافسين الرئيسيين لتشكيل ائتلاف حاكم جديد، إن التقرير الذي أعدّه كبار علماء المناخ في العالم، بدا مثل «ناقوس الخطر بالنسبة للوقود الأحفوري». وأضاف أن التغيير الجذري في سياسة النفط الوطنية هو احتمال «واقعي».وأسست النرويج صندوق ثروتها السيادية بقيمة 1.4 تريليون دولار بفضل إنتاجها من النفط والغاز، لكن مستقبل الصناعة كان موضوع نقاش حاد على نحو متزايد. في حين أن أكبر الأحزاب، أي حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض، حريصة على تخصيص المزيد من الأفدنة للاستكشاف، تطالب الأحزاب الصغيرة في اليسار واليمين بوقف التراخيص الجديدة. وقال هالتبريكين: «نحن بحاجة لوقف التنقيب عن المزيد من النفط والغاز». وأضاف أنه يتعين على النرويج أيضاً أن تتواصل مع الدول المنتجة الأخرى لإبرام اتفاقيات لخفض إنتاج البترول.

وقد حثّ الحزب الليبرالي –في الائتلاف الحاكم الحالي مع المحافظين– على إنهاء التنقيب، بينما يطالب حزب الخضر أيضاً البلادَ بالتوقف عن البحث عن المزيد من النفط والغاز. وفي بيانٍ هذا الأسبوع، قال حزب الخضر إن العضوية في الحزب قد زادت بمعدل قياسي في اليوم الذي نُشر فيه تقرير الأمم المتحدة.وفي تقييمهم، قدَّم علماء من اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وصفاً واقعياً للتهديد العالمي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى وضع حد للوقود الأحفوري. لكن في النرويج، حيث يوظّف قطاع النفط والغاز حوالي 200 ألف شخص، يصر المحافظون على أن هناك حاجة لمواصلة ضخ النفط والغاز لتلبية الطلب، وقد رفضوا الدعوات لتغيير سياسة الطاقة في الوقت الحالي. كما يدعم حزب الوسط وحزب التقدم الصناعة. وقال توني كريستيان تيلر، عضو حزب المحافظين ووزير الدولة في وزارة البترول والطاقة: «لن ننهي صناعة النفط والغاز النرويجية، لكننا سنواصل العمل على خفض الانبعاثات من الإنتاج وخلق صناعات خضراء جديدة للمستقبل».

وأضاف تيلر أن تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «يؤكد خطورة الوضع، ونحن مستعدون لمستقبل أقل بكثير في استهلاك الفحم والنفط والغاز. ومع ذلك، ستكون هناك أيضاً حاجة للنفط والغاز لسنوات عديدة قادمة، والجرف القاري النرويجي له مكان في هذا السوق طالما أن هناك طلباً». وفي آخر استطلاع أجرته مجموعة كانتار، في 2 أغسطس الجاري، ارتفع الدعم لحزب العمال إلى 23.5%، بينما تراجع التأييد لحزب المحافظين إلى 18.2%، وبلغ التأييد لحزب الوسط 16.4%، ولليسار الاشتراكي 8.6% وللخضر 4.5%.

لارس إيريك تارلدسن*

*صحفي متخصص في قضايا الطاقة

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»